لم يحترم الأستاذ فاروق أبوعيسى القيادي بالتجمع الوطني والحزب الشيوعي تأريخه وهو يقدم النصيحة للسيد أبيل ألير رئيس مفوضية الإنتخابات بأن يقدم إستقالته من المفوضية التي وصف أبو عيسى العملية الإنتخابية التي تقوم بها بأنها مهزلة وأنها لا تصلح لإدارة مدرسة ناهيك عن إنتخابات حسب قوله. والسيد أبوعيسى لم يعرف عنه العمل في التدريس ليعرف وسائل إدارة المدارس كما أنه لم يجرب العمل السياسي التنافسي الحر من خلال الإنتخابات. وإحترام التأريخ الشخصي يوجب عليه أن يكف عن النصح في شأن لم يجربه في حياته ولم يمارسه ومارس ضده ونقيضه فقد كان عرابا فكريا لمايو الشمولية وهو يتولى الوزارة في مجلس ورزائها ثم يتولاها في وزارة الخارجية بعد أن جاءها من حزب له في ((تفجير)) مايو سهم. وليس للأستاذ أبوعيسى من كسب في النضال العنيف بعد أن فضل الهجرة والنأي عن عنت سياسة الداخل التي تحتاج الشوكة والقوة النضالية. مثل هذا التأريخ هو الذي ينبغي أن يحترم ويبعد صاحبه عن الذي لا يعلم ولا يعرف ولا يجيد. هذه النصائح هي التي تهلك الأحزاب الساسية التي يقوم على فكرها ونهجها مثل أبوعيسى. مثله مثل الذي فضل أن يهرب من المستقبل الذي إختاره وميدان التنافس الذي دخله مختارا وطفق من بعد يبحث عن التنازل له. هذه الإنتخابات لم تحدد مواقيتها على حين غرة بل تحددت بموجب إتفاق مشهود الطرف الثاني فيه كان عضوا في التجمع ثم أنتج الإتفاق دستورا شاركت فيه هذه القوى التي تطالب بتأجيل الإنتخابات اليوم. هذه المطالبة تكشف حقيقة هذه الأحزاب التي لا تعرف العيش في مناخ حر وتأريخ قادتها رسمته بنادق القتال والحرب وأحزاب الشمولية والقهر وقد وقعت اليوم فيما رسمت وظنت أن الذي تطالب به لن يأت أوانه وإذا أتى تبدي لها وبان أن الأمر جد ألم بها وهي تتخبط. من يريد التأجيل ومن يريد التنازل ومن يعلن التمسك بحق تقرير المصير دون ربطه بتأجيل الإنتخابات دعوى التأجيل سبة في وجه الذين بنوا بنيانهم السياسي على الدعوة لما يسمونه ديمقراطية وتبادل سلمي للسلطة. من يريد أن يفك إحتكار المؤتمر الوطني المزعوم للحكم فعليه بالإنتخابات. ومن يدعي أن الإنقاذ جارت عليه أو على غيره فأمامه طريق للحكم يستطيع به أن يحقق الذي يتمني من عدالة ونزاهة في الحكم. ومن يتوهم أن الإنقاذ تحكم بالديكتاتورية فأمامه الصناديق التي تغير له هذا. ومن يقول أنها خربت الإقتصاد فأمامه فرصة الحكم والإصلاح. هذه دعوى لإخفاء العجز عجز المعارضة عن الإتفاق على مرشح لها واحد في وجه البشير. وعجز المعارضة في أن تتفق على برنامج واحد تقيم عليه حملتها. بات هم المعارضة إسقاط المنافس وليس كسب الجولة وكلما تبينت قوته صرخت بالتأجيل. نقلا عن الرأى العام السودانية 3/3/2010