قضت محكمة سودانية خاصة في شمال الخرطوم أمس بإعدام تسعة من أعضاء حركة العدل والمساواة مدانين بالمشاركة في هجوم على مدينة أم درمان المجاورة للخرطوم أوقع 220 قتيلا في مايو 2008، وأمهل القاضي عكاشة محمد عكاشة الدفاع أسبوعا لاستئناف الحكم.وقال القاضي في منطوق حكمه إن الرجال التسعة أدينوا بتهمة القيام بنشاطات إرهابية ومحاولة إسقاط النظام وتدمير ممتلكات عامة وحيازة أسلحة بصورة غير شرعية. وقضت المحكمة بالسجن خمس سنوات على شخص عاشر بتهمة "التستر على المتهمين". وبرأت المحكمة اثنين من المتهمين.وبهذا الحكم يرتفع عدد الذين قضت المحاكم الخاصة بإعدامهم على خلفية الهجوم على أم درمان إلى 91 من أعضاء حركة العدل والمساواة.وأقام القضاء السوداني محاكم خاصة في الخرطوم وشمال الخرطوموأم درمان لمحاكمة عشرات المشتبه بهم الذين اعتقلوا بعد هجوم حركة العدل والمساواة على أم درمان.وقال محامي المتهمين داوود عبد الرحمن أنه سيستأنف الحكم لكنه لا يتوقع تغييرت للأحكام "لأن المحاكم مشكلة بإجراءات خاصة وهذا مخالف للدستور الانتقالي الذي أقر في العام 2005".ولتطبيق العقوبات ينبغي تأكيدها في الاستئناف ثم في أعلى سلطة قضائية سودانية قبل أن يصادق عليها الرئيس السوداني عمر البشير. وبعد النطق بالحكم في محكمة شمال الخرطوم هب ستة من المتهمين وهتفوا "ثورة حتى النصر" بينما صرخت نساء داخل القاعة من الصدمة. ووصف أحمد حسين آدم المتحدث باسم الحركة ومقره بريطانيا الحكم بأنه عمل استفزازي وقال إنه يمكن أن يقوض المفاوضات المتعثرة بالفعل مع الحكومة السودانية. وأضاف أن الحكم ينتهك القانون الدولي واتفاقا لحسن النوايا وقعه الجانبان في قطر في فبراير. وتابع "ينص الاتفاق على معاملة أعضائنا كأسرى حرب. ولا يجب إصدار أحكام بحق الأسرى أو محاكمتهم." وأردف أن الحركة ستثير المسألة مع وسطاء من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة. من جهة أخرى، هدد السودان أمس بسحق أي قوات تشادية تغزو أراضيه في تصعيد للهجته بعد أن أعلنت تشاد أنها تعد قواتها لعبور الحدود المشتركة بين البلدين. وأول أمس الثلاثاء قال وزير الدفاع التشادي المؤقت أن قواته ستدخل السودان خلال ساعات لاعتراض المتمردين مع تصاعد التوترات بين البلدين المنتجين للنفط. وقال مسؤولون سودانيون أمس إنهم لم يرصدوا أي علامات على هجوم تشادي خلال الليل لكنهم مستعدون لأي غزو. وفي مؤشر آخر على تصاعد التوتر بين الجانبين قالت مصادر للأمم المتحدة إن لديها تقارير غير مؤكدة عن قصف طائرات حربية سودانية لأراض قريبة من حدود تشاد في شمال دارفور يومي الاثنين والثلاثاء وهو الموقع الذي شهد الاشتباكات الأخيرة بين الخرطوم ومتمردي دارفور. وقالت المصادر التي اشترطت عدم ذكر اسمها أن هناك تقارير أيضا وردت من المنطقة عن قيام المتمردين بالرد على الهجمات باستخدام أسلحة مضادة للطائرات. وفي هذا الإطار، كشف مصدر سوداني رسمي النقاب عن وجود مبادرة ليبية جديدة لسحب فتيل الأزمة الناشبة بين الخرطوم وأنجامينا، وأخرى لتعزيز جهود التقارب بين الحكومة والحركات المسلحة في إقليم دارفور. وأوضح مستشار الرئيس السوداني ورئيس حزب الأمة الوطني في السودان عبد الله علي مسار أن زيارة أمين شؤون الاتحاد الإفريقي بالجماهيرية العربية الليبية الدكتور علي عبد السلام التريكي إلى الخرطوم تأتي في سياق تنفيذ الدور المفتاحي لليبيا في المنطقة الإفريقية، وقال: "لقد سلم التريكي إلى الرئيس عمر البشير رسالة من العقيد معمر القذافي ذات ثلاثة مضامين: أولا تأكيد العلاقات الوطيدة بين ليبيا والسودان، والثانية تتصل بمساعدة ليبيا في حل أزمة دارفور، والثالثة تتصل بدور ليبيا في حل الأزمة الناشبة بين السودان وتشاد". المصدر: الشرق 21/5/2009