(بينما انا أؤدي عملي والتقط الصور اقترب مني بعض عناصر الشرطة في جوبا وحاولوا استدراجي لأحد مراكزهم بدعوى تزويدي ببعض الصور قبل ان أتحايل عليهم واختفي في الزحام، لولا السرعة التي تصرفت بها لكنت الآن داخل سجن مظلم تحت الأرض)!. الرواية أعلاه لزميل صحفي تعرض للموقف أكثر من مرة فاكتسب خبرة بعد اعتقاله مرة وتحطيم هاتفه اثناء تغطية في الجنوب جعلت أجهزة الانذار تعمل عنده بإحساس عال..ولم تكن رواية زميلنا الاولى ولن تكون الاخيرة في اطار المضايقات التي يتعرض لها الصحفيين والإعلاميين هناك والتصنيف حسب الصحيفة والانتماء الحزبي ولي موقف شخصي في اطار التمييز من خلال الحجاب والصحيفة ابان عملي في صحيفة (الرأي العام) تعرضت له من صحفي في جريدة يسارية صارخة يشغل مركزا مرموقا في احد مراكز حقوق الإنسان بمجرد ان عرف اني صحيفة أنتمي ل(الرأي العام) بدا يخرج صوته الضعيف الذي عجز عن ايصاله للجهات التي يرغب في تفريغ شحنة هواء ساخن اليها فاستهدفني، في انتهاك واضح لحرية اللبس بناء على حجابي، وصحفي زميل لقي اسوأ معاملة لمجرد كونه يحمل بطاقة (الرائد) اثناء تأديته مهامه في جنوب البلاد، وغيرها من الحكايات عن الانتهاكات للحريات الصحفية والإعلامية وصلت الى حد ان أغلقت حكومة الجنوب محطتين إذاعيتين لبثهما برامج لمرشحين مستقلين بالإقليم، ونقل موقع (رويترز) على الشبكة العنكبوتية أن مسلحين بالجيش الشعبي قاموا باقتحام محطة راديو (بخيتة) ومحطة أخرى لتضمين البرامج التي طرحها المرشحون في البث الإذاعي شكاوى من نقص المياه النقية وعدم توفر خدمات الطرق وأشارت إلى أنه الجنود تحرشوا بالصحافيين. مر الخبر اعلاه مرور الكرام على المنابر التي تبنت الحريات الصحفية فسجلت غيابا عن الخبر وتداعياته على عكس حائط المبكى الذي سكبت عنده مدادا بما اسمته تلقي المفوضية اوامرها من المؤتمر الوطني مما اضر بالحريات حيث سيرت أحزاب إعلان جوبا، التي تضم أحزاب المعارضة الرئيسية والحركة الشعبية لتحرير السودان ، مسيرة احتجاج لدى مفوضية الانتخابات، منتقدين حدوث ما اسموه«خروقات» في الحملة الانتخابية. وسلم المتظاهرون، وقدر عددهم بنحو 1000 شخص تتقدمهم قيادات معارضة على رأسهم مرشح الحركة الشعبية للسباق الرئاسي ياسر سعيد عرمان، مذكرة للمسؤولين في المفوضية. ولم تعترض الشرطة سير المتظاهرين المعارضين للحكومة، حيث حصلوا على إذن مسبق من الشرطة لتسيير المسيرة،وطالبت المذكرة بجملة من ما اعتبرتها استحقاقات انتخابية، من بينها، إعادة النظر في دوائر جغرافية محددة، ورفع الطوارئ في إقليم دارفور، ومعالجة (خروقات التسجيل الانتخابي)! وهددت الأحزاب، التي تقف وراء المذكرة باتخاذ خطوات أخرى لم تشر إليها في حال عدم الاستجابة لمطالبها التي حملتها المذكرة، فيما وعدت المفوضية بالنظر في مطالب القوى السياسية الأيام المقبلة. الإذاعات التي أغلقت هي جزء من منظومة سودان كاثوليك راديونت (SCRN) التي أنشئت 6 إذاعات (إف إم) في جميع أنحاء جنوب السودان تشمل (راديو بخيتة) في جوبا و(صوت الحب) في ملكال و(راديو امانويل) في توريت و(أيستر FM ) في ياي، اضافة الى اذاعة (صوت السلام) في قيدل في جبال النوبة. و(راديو بخيتة) اعتاد الاستقلالية فلم يكن صاحب كلمة حقيقة لاول مره عند ايقافه فقد طالعتني كلمات في صحيفة زميلة لإحدى العاملات هناك وتدعى ميلانو ايتو تقول فيها لاحد مرافقيها(السلام الذي تراه الآن صنعه المحاربون والساسة، ولذا سيظل وحدهم المحاربون والساسة يقطفون ثماره، إلى أن يأتي الحل من الناس البسطاء الفقراء أصحاب الوجعة الحقيقيين، ينجزون سلامهم وينجزون ثورتهم أهل الجنوب الآن طبقتين؛ طبقة ترتدي البدل والكرافتات الفرنسية، وآخرون حفاة عراة، طبقة تسكن الفنادق والفلل المزودة بالكهرباء والماء النظيف، وآخرون في عشوائيات تنعدم فيها أبسط مقومات الحياة حتى تلك العشوائيات البائسة هدمتها الدولة واستكثرتها عليهم، وكأن من فيها ليسوا بشراً). كلمات بهذه القوة لا تخرج من شخص يخشى على وظيفته بل يثق في كلمته ليأتي اقتحام الأمس ليؤكد احباطات ميلانو وخيباتها ليرسم لوحه قمعية نتساءل عن مدى تمددها بفعل حرارة الانتخابات؟ نقلاً عن صحيفة الرائد 8/3/2010م