بقلم/ محمد قسم السيد فضل المولي حين يتحدث التجاني السيسي عن أزمة دارفور أشعر بان الرجل يملك مفاتيح الحل وحين يصمت أشعر أن اتفاقية الدوحة في خطر وحديث الرجل وصمته ينطبق على واقع دارفور المأزوم وأكبر أزمات واقعها هذا الصراعات القبلية التي أنتجت ما أنتجت من الدمار والخراب والموت وتفتيت البناء الاجتماعي الذي هو واحد من مقومات ومطلوبات تجاوز الأزمة كما أنه واحد من أقوى مسببات استمرارها ولو كنت من المعنيين بأمر دارفور وحل أزمتها هذه لوجهت المال والجهد لتقوية النسيج الاجتماعي ليس بمؤتمرات الصلح الفطيرة ولا ببرامج ومشروعات رتق النسيج الاجتماعي التي لا يتجاوز تأثيرها و مردودها الايجابي قيمة ما صرف فيها من مال وليس بتقريب القيادات الشعبية في احتفالات محضورة يمارس فيها التصفيق والهتافات العرجاء ولكن بدفع المجتمع نحو بعضه وإحياء القيم الإنسانية التي تشبع بها مجتمع دارفور ثم توجيه المال نحو الاحتياج الفعلي جرعة ماء تطفي عود الثقاب الحارق ومصدر رزق حلال يسمح بمرور الهواء النقي للصدور ويرد قهر الجوع والعوز ومدرسة تعلم الصغار وشفخانة تقدم العلاج المجاني واحتياجات الإنسان هذه حق مشروع متى ما فقدها فقد القدرة على التمييز الايجابي للأشياء من حوله و هذا ما حدث بالضبط. = وتجار الحرب الذين اتهمهم السيسي بتأجيج الصراعات القبلية بدارفور هم ذات التجار الذين يحيلون حياة الناس هذه إلى بؤس مقيم في كل مكان يستخدمون الوسائل القذرة لبلوغ الغايات الوضيعة لا يردهم ضمير ولا تعظهم واعظة يبذرون الفتنة لتشتعل نار الحرب ليجنوا مكاسبهم من وراء الأنفس التي تزهق والأسر التي تشرد يرفعون من وتيرة الاستقطاب لجر الجميع لهاوية الصراع وهولاء بذات الملامح يرددون الهتافات العرجاء جهراً في ذات الاحتفاليات المحضورة ويمارسون (هتك) النسيج سراً ليرتفع صوت السلاح على العقل وتحصد القبائل بعضها ثم يتكسبوا من جديد من مؤتمرات الصلح هذه بذات الوقاحة. = وحين يقر السياسي أن حل الصراعات القبلية عبر الأجاويد والإدارات الأهلية أصبح غير مجد وأن الإدارات الأهلية صارت عاجزة وغير قادرة على احتواء الصراعات القبلية فهو بذلك قد وضع يده على مكامن الفشل الذي لازم مشروعات رتق النسيج الاجتماعي ومؤتمرات الصلح ووثائق العهد التي قطعت و الالتزامات القبلية على الورق فقط الورق التي أهدرت المال و الوقت والجهد ثم لم تصمد غير أنها جمدت قضية دارفور بكامل مخرجاتها السالبة في نقطة اللا حل هذه وهؤلاء لا يستطيعون دفع الشر بقدر قدرتهم على جر الجميع لدائرته التي تتسع يوماً بعد يوم. = ثم أن تشريح قضية دارفور استنفذت من الوقت ما يكفي ورحلة الاستشفاء والتطبيب تسير ببطء يثير حفيظة الذين ينتظرون العودة لحياة الاستقرار والرفاه والاكتفاء تأملوا بعين البصيرة أجندة هؤلاء الذين يجدون صناعة الأزمة ويتحلقون حولها بذات الفهم العقيم فقط وفروا للسلطة الإقليمية المزيد من المال والثقة فالرجال يحركه صدق التوجه وحسن النوايا والفهم العميق وهذه تكفي في زمن تجار الحرب هذا...