الغريب في أمر المعارضة أنها تتوعد الحكومة وتحدد مصير رحيلها بلا برنامج وكأنها تريد من الشعب أن يدفع ثمن إحلال البديل لها، والبديل لا يملك آليات البقاء والاستمرار كيف لشعب عاقل أن يوافق على رحيل حكومة قائمة واستبدالها بمعارضة أوهن من بيتالعنكبوت، حسناً ما فعل الأمام الحبيب حفيد الإمام المهدي عليه السلام عندما أعلن تنصله من هذا النهج من المعارضة، أما إذا تخيلت المعارضة أنها ستتمكن من الاتفاق على برنامج سياسي واحد بعد وصولها للسلطة عبر انتفاضة جماهيرية، لأن المطلوب الاتفاق السياسي أولاً والاتفاق على الدستور أهل السودان والاتفاق على أهداف مشتركة يوحدها تحالف سياسي متوافق على هذه الثوابت القومية، إن المعارضة الحالية أصبحت جزء من الأزمة ذاتها. هناك صراعات وتناقضات بين القوى المنضوية تحت لواء المعارضة وغياب التحالف بينها لأن التحالف دائماً لا يقوم إلا بين القوى التي تلتقي على برامج ومهمات ومواقف، فنجد أن من المعارضين من يريد أن يفرض نفسه في مواقع ليست هي مواقعه، حيث لا يستطيع أن يقنع الناس أن المعارضة تلتقي في إطار معين أو تتفق حول قضية فكرية ولا حتى في المهام التي ستؤيدها إذا أصبحت البديل للحكومة، حيث لم يتبين للشعب أولوياتها وحقوق القوى المتحالفة فيها وحقوق المواطنين عامة. فالمعارضة قبل أن تحدد زمناً محدداً لانجاز مهمتها عليها أن تناقش بمنتهي المسؤولية وبروج من الصراحة والوضوح والعمق والجدية العلاقة بينها كمعارضة في ظل الثوابت والمبادرات التي تستند إليها، لأن العلاقات بين الأطراف تقوم على الحقوق والواجبات واحترام الأطراف لبعضها. نقلاً عن صحيفة المشهد الآن 4/7/2013م