إنه نداء جمعية أميركية تدين بشدة الحرب التي تشنّها حكومة الولاياتالمتحدة على سورية, وتطالب في الوقت نفسه, بالوقف الفوري لتلك السياسة العدوانية. ومع أن شعوب الأرض قاطبةً تعرف تماماً, أن مشروع الولاياتالمتحدة الأول في المنطقة هو الحفاظ على «إسرائيل» وأمنها, الأمر الذي طالما كان يشكل صراعاً في حلبة التنافس من أجل الوصول لرئاسة الولاياتالمتحدة وهو ما حدث بين الرئيس أوباما والمرشحة كلينتون التي تستعد منذ الآن للترشّح ثانية بعد ثلاثة أعوام قادمة على ماتذكر المعلومات.. فقد كان السرّ الإسرائيلي «المقدس», هو محور الاهتمام والضمان في المصالح والحماية والرعاية وهو المعيار في الوصول إلى الرئاسة والعمل على توسيع أطماع «إسرائيل» التي لاتقف عند حدود في هذه المنطقة, مهما جرّت على الأرض من ويلات ودماء ودمار. وعلى الرغم من الصيحات والتحذيرات التي تنادت أصواتها في أركان الكون الأربعة, من أن ما يجري في هذه المنطقة هو مؤامرة ربيع دموي كبرى, تمسك خيوطها دولٌ استعمارية كبرى, لطالما كان لها دور في تقسيم الوطن العربي منذ مئة عام خلت, والآن تبحث عن استراتيجية تقسيم وفوضى «خلاقة» تلبي الرغبات والمصالح والشره الاستعماري بلبوسه الجديد الأكثر دمويةً وعنفاً ووحشية, بما يتناسب مع تقدم التكنولوجيا والعلوم والأسلحة الكيميائية الفتاكة التي سمحت «متشدقات الحضارة وحقوق الإنسان» من الدول الكبرى بتزويد المجموعات الإرهابية المسلحة بها, وأرسلتها عبر وسائط مصاصي الدم البشري في أنابيب نفط «فئران الأنابيب» بكل نخاستهم وعمالتهم، فإن سبعين في المئة, حسبما قالت استفتاءات مركز «بيو» البحثي الأميركي مؤخراً, من الشعب الأميركي ترفض التدخل في سورية, في الوقت الذي تمعن فيه حكومتهم وحلفاؤها في العمل على زيادة الفتك والتدمير في بنية الدولة السورية التحتية منها والفوقية, من البشر والحجر والعمل عن نمو التعصّب الديني والعنف الوحشي, وضرب النسيح الاجتماعي في مشروع التمذهب المفتعل في تلك البنية.. حتى إن التظاهرات الحاشدة والغاضبة في بعض المدن الأميركية, أكدت كلمات المتضامنين فيها أن المسلحين في سورية ما هم إلا مرتزقة, مدججون بالسلاح, ويتلقون مليارات الدولارات, وسواء أتت هذه المليارات من تركيا, أم من قطر, أم من السعودية, فإن القرار في النهاية هو قرار أميركي في المطلق. ومع أن المعرفة تامة وأكيدة بأن أميركا تدعم العصابات المجرمة, لكنها أيضاً تدرك ماذا يعني أن تلفّ أميركا إجرام هذه العصابات بورق «السلوفان الإخواني» التكفيري الذي تبنّته سياساتها الفاشلة في المنطقة, هذه السياسات التي بدأت تتكشّف عوراتها, مع سقوط ورق التوت عن مخططاتها, وأطماعها, ومشروعها الذي كلفها أثماناً باهظة ضُخّت عبر الأنفاق, دماً, وحقداً, وعمالةً. تُرى هل تسمع أميركا نداء شعبها, فتعود إلى وطنها؟ لأنها باتت في نظر شعوب العالم المسؤول الأول عن الدمار والموت, سواء عبر الصواريخ التي تهطل من طائرات من دون طيار, أم عن طريق رعاية الإرهاب الدموي, أم عن طريق عمليات التجسّس والمراقبة التي طالت جميع سكان العالم!؟.. المصدر: تشرين السورية 20/7/2013م