حاولت المعارضة مع الحركة الشعبية عدة مرات إقصاء المؤتمر الوطني من الفوز بالانتخابات المقبلة ، و بعدة سبل يراها الخبراء تعكس عجز المعارضة عن التصارع السياسي الشريف و الاحتكام لرأى الشعب الممثل فى الانتخابات و ما تفعله المعارضة بما فيها الحركة الشعبية التى ما كان ينبغي ان تحسب مع المعارضة و هى الشريك الثاني الاكبر فى السلطة ما تفعله لإزاحة المؤتمر الوطني من دست الحكم إهدارها طاقتها و بدد مواردها المادية وأفرغ محتوي خطابها السياسي و مضمونه ،وكلها محاولات باءت بالفشل. فمن تحالف جوبا الذي نظمته الحركة و ضم عدد من الاحزاب لهذا الغرض ،و ضلوع بعض الاحزاب في تحريك ملف الجنائية و نظرية التشتيت للأصوات التى تبناها الترابي ،و التحركات الدولية لقادة المعارضة فى سبيل الحصول على دعم لمواجهة المؤتمر الوطني وإبعاده من السلطة . ولكن الحركة لها تصورات يراها المراقبون غير مبررة ، فهي تتعامل مع نظام الحكم فى الشمال كشريك فى الثروة حتى اعلان الانفصال ،و تتعامل مع المعارضة كأداة ضغط على النظام لتقديم تنازلات تيسر من تشكيل رأى عام جنوبي مناهض للوحدة ومطالب للانفصال ،و فى سبيل هذا المنحي سعت الحركة -حسب المصادر- لعقد قمة دول و حكومات الايقاد للتأكيد على مطلب الجنوب الداعم للانفصال. ولكن قللت مصادر مطلعة من التوصيات التى خرجت بها قمة الايقاد التي عقدت مؤخراً فى نيروبي و اعتبرتها توصيات يعمل السودان مسبقاً لأنجازها ،و كانت قمة الايقاد قد دعت طرفي نيفاشا التعجيل بانجاز ما تبقي من الاتفاقية واشادت فى بيانها الختامي بما حدث من تقدم فى التنفيذ بين شريكي الحكم . وأكدت ضرورة اجراء الانتخابات فى وقتها بأبريل المقبل و عدم تأجيلها ، و أوصت بتشكيل لجنة لمساعدة الشريكين فى انفاذ ما تبقي من بنود الاتفاق لا سيما حسم الخلافات حول تسيم الحدود و الاستفتاء ، الشئ الذى جعل بعض المراقبين ينظرون الى القمة كصنيعة من الحركة الشعبية و ذلك لضمان اجراء الاستفتاء فى وقته و عدم تأثره بالانتخابات ، شارك فيها شريكا السلطة بوفدين ترأس وفد الوطني الاستاذ على عثمان نائب رئيس الحزب. كما شاركت الحركة بوفد يرأسه سلفاكير الذى ركز فى خطابه امام المجتمعين فى القمة التى تعد اول قمة للهيئة منذ توقيع الاتفاقية – ركز على تقرير المصير و قال انه يعد أولوية مطلقة ، و قال ان أى تأجيل للإنتخابات يجب الا يؤثر على الاستفتاء . و اوضح سلفا (ان سير الانتخبات ليس شرطاً مسبقاً لسير الاستفتاء ) و اضاف ان الجنوبيين ينظرون الى الاستفتاء بأهمية اكبر من الانتخابات و قال إنهم سيدافعون عن تقرير المصير بأى ثمن . و قال (اناشدكم بتطبيق اتفاقية السلام الشامل بالكامل و بحسب الجدول الزمني و احترام خيار شعب الجنوب فى الاستفتاء) . توسل سلفاكير للمؤتمرين يعد تأكيداً لهم بأن الجنوب ينتظر الاستفتاء ليختار الانفصال و ان هذه الدعوة جاءت لتنوير القوة الاقليمية بأن دولة فى جنوب السودان سوف تولد فى الاشهر القليلة المقبلة . انسجم حديث الاستاذ على عثمان مع الرأى العام فى الشمال الظاهر و قال ان حكومة الوحدة الوطنية تأملا ان يختار الجنوبيون الوحدة بدلاً عن الانفصال ،و لكنه قال ان الحكومة ستحترم نتائج الاستفتاء رغم ذلك . من جهة اخري قال الرئيس البشير ا ن تقسيم البلاد لحل مشكلة التعددية فى السودان سيدفع الاصوات الداعية لتقسم الدول الافريقية ذات التعددية لإتخاذ السودان أنموذجاً ، و اضاف ان منعة افريقيا فى وحدة اجزاءها و سعيها نحو الوحدة الافريقية المتكاملة .و أبدي البشير حرصه على التحول الديمقراطي واجراء الاستفتاء على الجنوب ، والاهتمام بجعل خيار الوحدة ضمن الاولويات ، و إحترامهم لخيار الجنوبيين اذا ما صوتوا للإنفصال و تأكيده السعي لارساء علاقات حسن الجوار. و يري المحللون السياسيون ان دعاة الانفصال من الجنوبيين لم يتعدوا حتى الآن كبار مسئولي الحركة ، و جزء قليل من المثقفين الجنوبيين تجذبهم الى الانفصال شعارات الحركة و استغلال وسائل الاعلام فى الجنوب لتشويه صورة الشماليين(الجلابة) و الثقافة العربية و الاسلامية ،و لكن يمكن تشكيل رأى جنوبي عام مؤيد للانفصال فى فترة وجيزة . نقلا عن الرائد 15/3/2010