السيدة جندي فرايزر مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة قالت مؤخراً في مؤتمر للمنظمات السودانية انعقد مؤخراً بالعاصمة الأمريكيةواشنطن أن الولاياتالمتحدة (تتطلع لفوز عرمان بالرئاسة)! وأضافت فرايزر في ذات حديثها أن (فوز البشير بالرئاسة سوف يعطيه شرعية يفتقدها)! كما أن فوز عرمان – والحديث لا يزال لفرايزر – يحقق الوحدة للسودان على أسس جديدة، وكان واضحاً من سياق حديث المسؤولة الأمريكية السابقة في اسوأ الإدارات الأمريكية التي مرت على التاريخ الأمريكي أن واشنطن لديها (حصان رهان) محدد، هو بالطبع مرشح الحركة الرئاسي ياسر عرمان، والشئ الغريب حقاً أن أمين عام الحركة الشعبية باقان أموم كان يتحدث بذات حديث فرايزر هذا في ندوة في مدينة الفاشر حاضرة شمال دارفور يحذّر فيها من أن فوز البشير معناه انفصال الجنوب!!، فالخطاب هنا موحّد والفكرة واحدة حيث يجري تصوير الأمر بصورة ممعنة في السطحية والسذاجة، اذ أن الأمر بالنسبة لوحدة الجنوب أو انفصاله مربوط في أذهان الحركة ومؤيديها في واشنطن بفوز مرشح الحركة، ومن حقنا هنا أن نتساءل عن قول فرايزر ان فوز البشير يمنحه شرعية يفتقدها!، هل المقصد من العملية الانتخابية هي اقصاء البشير، أم تقييم ثقة الناخبين السودانيين تجاهه؟ وهل المقصد هو الحيلولة دون منحه شرعية جماهيرية؟ لقد بدأ الأمر هنا وكأن واشنطن تنتقي (ديمقراطية خاصة جداً) هي ديمقراطية فوز عرمان، ففي هذه الحالة فإن فوزه سيكون عملاً ديمقراطياً وستكون الانتخابات حرة ونزيهة وفي حالة فوز البشير فهو سيكون قد حصل على شرعية عبر انتخابات غير حرة ونزيهة!! ولعل ما يبدو أنه فات على فرايزر وباقان الأثر المدهش الذي أحدثته زيارة الرئيس البشير الى جنوب السودان مؤخراً، ففي مدينة أويل احتشد عدد هائل من الجنوبيين يوم 8/3/2010م من المطار حتى ميدان الحرية يستقبلون الرئيس البشير ويتجاوبون معه في خطابه الشهير أمامهم. وذات الدهشة ارتسمت على وجوه قادة الحركة الشعبية أنفسهم في كل من ولاية غرب بحر الغزال وواراب يومي 10-11/3/2010 حيث زار البشير مدينة فاجوك عاصمة ولاية واراب، ومدينة واو عاصمة غرب بحر الغزال وجرى تدشين الخط الحديدي بين واو وبابنوسة فقد اجتاحت مواطني الجنوب في هذه الزيارات فرحة عارمة للغاية وكان واضحاً – حتى لمن ليس له أدنى قدر من الذكاء – أن هذا الموقف لديه مؤشرات واضحة على موقف المواطنين الجنوبيين من الرئيس البشير، اذ أن الزيارة شكلّت (عملاً انتخابياً) مبكراً، واستفتاءً حقيقياً يجهله كثير من قادة الحركة الشعبية وتجهله المسؤولة الأمريكية السابقة جندي فرايزر. ولعل الأمر المؤسف في تصريحات فرايزر وأموم أنهم يستهزءون بالناخب الجنوبي، ويفترضون أنه طوع بنانهم أو أنه لا يتمتع بالوعي السياسي والذكاء، فالحركة الشعبية تتحدث عن الوحدة والانفصال (بحسب مصالحها) غير عابئة بحسابات ارادة الناخبين الجنوبيين الامر الذي سوف يكون بمثابة مفاجأة صاعقة نشك في قدرة الحركة الشعبية على احتمالها وارتضاءها قريباً!!