ذلك الشاب (مبارك) الذي تحدث لقناة العربية الفضائية بعد أن أعلنت وروحت للقاء كأنه لقاء الموسم علي خلفية أن مبارك منشق من جهاز الأمن والمخابرات السوداني أثار دهشتي بحديثه المضطرب وأثارت قناة العربية استغرابي وأصابتني بالذهول. أما الشاب فقد اتضح من حديثه أنه لم يحفظ الدرس ويكرره عند اللزوم كما يفعل العملاء المحترفون ولا أتوقع له مستقبلاً مشرقاً في عالم العمالة لأنه لا يجيد تمثيل الدور الذي يطلب منه تنفيذه وبالتالي ينكشف أمره ولا يثير حديثه انتباه المشاهد ولا تصل منه الرسالة التي أعد لها فينصرف عنه الذين بنوا عليه أمالاً عراضاً لتبليغ هذه الرسائل المعطونة بالعمالة الخيانة لتحقيق أهداف لا يمكن ان تتحقق. جهاز الأمن والمخابرات السوداني من خلال المصدر الأمني الذي تحدث لأخبار اليوم كشف كل الملابسات حول الجندي مبارك وهروبه من العمل وتاريخ تعيينه ولأنه لم يتحسب لكل ذلك قدم معلومات يسهل التحقق منها وكما قدم معلومات غير ضرورية لأهدافه وأهداف من جندوه كان يمكن عدم ذكرها وتفادي إيرادها مثل تاريخ التعيين إلا أن مبارك تسرع لدخول مهنة العمالة وخيانة الأوطان والعيش علي ذلك. والذين جندوا مبارك لأداء هذه المهمة كانوا أكثر تسرعاً لتقديمه لهذه المهمة قبل أن يحفظ دوره ويدرب تدريباً كافياً لممارسة مثل هذا الدور القذر. أما قناة العربية الفضائية لم تجتهد لتقدم عملاً إعلامياً متميزاً تكسب به ثقة المشاهد لكنها تعجلت أو فرضت عليها العجلة فقدمت عملاً إعلامياً فطيراً مشوهاً ابرز ما فيه الأكاذيب المصنوعة التي لا تقبل التصديق وعدم تصديق مثل هذا الحوار السطحي ينسحب علي كل المعلومات التي توردها القناة ويقدح في مصداقيتها ويظل المشاهد السوداني وغيره يستهجن نهجها بمثل هذه الأعمال غير المفيدة يدور سؤال عن هدف مقدم البرنامج عندما أشار الجندي مبارك الي أن إيران شاركت في تدريبهم استدرك عليه المذيع انه يقصد (الحرس الثوري الإيراني) وهي من المعلومات التي لا تفيد حتي العملاء، فكثير من الدول تستعين بمدربين للقوات المسلحة وأجهزة الأمن والشرطة وربما ترسل الضباط للتدريب واقرب مثال ان الكلية الحربية السودانية تتدرب فيها أعداد من الضباط من الدول العربية والأفريقية والأسيوية وليس الأمر غريباً ولا مستهجناً رغم ان للإشارة للحرس الثوري الإيراني أهداف معينة لا تتحقق بمثل الحوار مع مبارك. الآن ربما يكون هناك خبراء عسكريون سودانيون في بعض البلاد العربية يشاركون في تدريب ضباط وجنود في مختلف التخصصات وربما يكون هنا في السودان بعض المدربين العسكريين أو أساتذة بالجامعات من خارج السودان فالأمر ليس مستغرباً وعدد لا يستهان به من العلماء السودانيين يشاركون في التعليم والتدريب في البلاد العربية والأفريقية والأوربية والأسيوية وحتي في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا. أما تحية مبارك لمالك عقار والحلو وعرمان فلا معني لها ولا مدلول إلا أن مبارك طلب منه ان يعلن الانتماء غير المشروط للجبهة الثورية أو فرعها اللين قطاع الشمال والمضحك أنه قال أن هؤلاء مستهدفون من جهاز الأمن والمخابرات فماذا يتوقع ابننا مبارك من جهاز أمن في بلد في العالم تجاه مجموعة تحارب البلاد وتخرب المناطق وتدمر المنشآت مسكين ابننا مبارك فقد وقع في شر أعماله ندعو الله أن ينجيه ويعيده الي سواء السبيل. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم 12/11/2013م