* يوم 31 يناير كان مميزا في رزنامة العلاقات القطرية السودانية الشعبية ففي احتفال رسمي وشعبي احتضنه مركز" ماما " تراصّت نساء شامخات يمثلن الاتحاد العام للمرأة السودانية وسيدات مجتمع وناشطات واعلاميات، سلمت خلاله الفاضلة فاطمة خالد، حرم رئيس الجمهورية عمر حسن البشير وسام العلاقات الانسانية للسيدة فاطمة السويدي " قطرية المنبت انسانية المحيا " جاء فيه ". يقينا من الاتحاد العام للمرأة السودانية بان العلاقات الصادقة يرعاها الصادقون والمؤمنون بها وإيمانا بأن صلات الشعوب والافراد يديمها التواصل والحب والرعاية.. نرى انكم رمز للاخاء النبيل بين الشعبين السوداني والقطري لذلك يشرفنا ان نمنحكم وسام العلاقات الانسانية ونتوجكم سفيرة للعلاقات الانسانية بين الشعبين". * "مبروك" قد لا تكفي حمل مشاعر التقدير للمحتفى بها لانها نموذج لعموم نساء قطر الاكارم ولانه حدث يؤطر لمرحلة مهمة في سفينة" الدبلوماسية الشعبية" سأتناوله من ثلاثة اوجه لقناعة كاملة بان الوسام " تكليف وليس تشريفا" وكلمة "مبروك" بحروفها الخمسة أقل عددا عما جاء بمعانيه. لكنها كحروف لغتنا العربية غنية وجزيلة وقد يشاركني الكثيرون ممن عرفوا المحتفى بها عن قرب أنها ناقصة. لان قدر نساء قطر يماثل قطرات مياه الخليج المتدفقة خيرا وصفاء وما يحملنه من مشاعر نبيلة للسودان وأهله تستحق التقدير الكريم وما ظللن يقدمنه ماديا وعينيا ومعنويا وبانسيابية بعضه نعرفه عبر منظمات المجتمع المدني القطرية وكثير منه يعلمه العلي القدير وندعو ان يتقبله خالصا لوجهه الكريم كما أرادت له الايادي المعطاءة التي لامست قضايا المحتاجين والمرضى وطلبة العلم ومسحت على رؤوس أيتام كما اوصانا النبي الكريم المصطفى "ص" ويكفي ان تكون سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند راعية النهضة النسائية داعمة للكثير من حراك ثقافي اجتماعي انساني طاف بقطر لانحاء المعمورة وحل رحاله بربوع السودان اولا. * ان ما تقوم به " بنت السويدي " هو اجتراء عذب واستدعاء سمح وجميل لملامح وخصال غرستها معلماتها السودانيات انها ظلت رغم السنوات البعيدات منذ ان غادرت كراسي الدرس وبعد المسافات تراهن في كل " زولة " حدثتني عن معلماتها الاوائل اللائي اعتبرتهن البوصلة التي غرست بدواخلها حب السودان وانسانه البسيط وراتهن في صديقتها طيب الله ثراها " مريم مصطفى " حرم سفير السودان السابق بالدوحة عثمان نافع وهكذا دواليك ارتبطت بأسر سودانية مقيمة واخريات لم تلتقيهن إلا عبر تواصلها الحميم وما جاءت للدوحة وفود إلا سارعت بلقائهم وما غادرت صديقة إلا وكان " سلام وطرد " أم محمد لناسها ومعارفها ومن ترعاهم لتخفف بعض معاناة قسوة الحياة عنهم. * ان اتحاد المرأة السودانية وامينته القامة شجرة التبلدي " ومضمورة عشا البايتات " رجاء حسن خليفة نتابع من البعد ما يقوم به من ادوار وطنية وثقافية انسانية اجتماعية انه يمدد اياديه ويجتهد ليكون الماعون الواسع لنساء السودان وطموحاتهن وامالهن في سلام واستقرار وتنمية فالمرأة هي التي تدفع ضريبة الاحتراب والفرقة انها الضلع الاكثر تضررا في منظومة النسيج الاجتماعي ان أي اخفاقات ترتكب في حق الاوطان تكون المرأة ضحيتها لانها بوتقة الاسرة وصمام أمان المجتمعات اننا نشد على ايادي سيدات السودان والاتحاد بقيادته المستنيرة وبلفتته البارعة لزراعة حقول " الدبلوماسية الشعبية " وندعوهن وفي هذا المنعرج المهم من تاريخ السودان لمزيد من التلاقي الشعبي بعضه بعضا ومع الشعوب الصديقة ليصب جهد النساء في خانة رفاهية المواطن والوطن.. * ان الشق الاساسي والمهم من تتويج " امرأة قطرية بوسام سوداني" كسفيرة للعلاقات الانسانية انتظرناه طويلا كاستحقاق للجهد الشعبي وحصاد لما زرعته المرأة السودانية بدول الاغتراب ورد لجمايل قطر وانسانها وقيادتها التي تقاسمت والسودان همومه وهي تقود الان اكبر عملية للسلام والتنمية بدارفور ان هذا " التكليف التشريف " نطمح ان يماثل حجر الاساس لبناء اكثر متانة يقود لمرحلة جديدة تتدفق عبرها مياه غزيرة ونافعة لقطر وللسودان إن الوسام وان ترصع به صدر مجلس " بنت السويدي " العامر فانه " عربون صداقة ومحبة وعمل "وإن جاء متأخرا" تاج وقار وتقدير " لدوحة الخير التي حملت لواء ملفات دارفور وتتويج لما ظللنا ننادي به وندعمه ونحض عليه ويحتاج لجهد ومثابرة لتفريغه في وعاء مؤسسي يستوعب طموحات توازي قامة شعبين ربطتهما علاقات انسانية عفوية رصينة تكبر وتتلاقح دعما لقيادة البلدين المتنامية علاقاتهما السياسية والاقتصادية التي أجلست دول كبيرة في المحيط العالمي والاقليمي لتشهد لهذا النمو والازدهار وتباركه. *ان تتويج قطرية كسفيرة للعلاقات الانسانية ننظر له بفخر وأمل لانه صناعة ممتازة وقيمة مضافة لمبادرات الاتحاد العام للمرأة السودانية وحراكه ولصاحبة استحقاق فاطمة ونريده " معول خير " لبناء كيان للدبلوماسية الشعبية لتقف صنوانا للجهود الرسمية. همسة: اؤمن ان كل يوم تشرق فيه الشمس يحمل في نسمات هوائه أملا للانسانية لتحيا بكرامة وعزة. المصدر: الشرق القطرية 22/3/2010