((رث الشلك)) في ملكال يعرف جيداً قيمة ورجاحة عقل الأستاذ ((علي عثمان محمد طه)) فيطالب الرئيس ((البشير)) بالابقاء عليه والتمسك به نائباً للرئيس .. هكذا قال ((البشير)) في خطابه الجماهيري ضمن حملته الانتخابية بولاية أعالي النيل.. * وما يعرفه ويفهمه ((الرث)) أو زعيم قبيلة اللك، لا يفهمه بعض الأدعياء هنا في الخرطوم .. حديثو العهد بالسياسة .. المستجدون .. المتطرفون..!! * ولا شك أن الرئيس ((البشير)) بعد عشرين عاماً من الحكم، تعامل خلالها مع جميع القيادات والكثير من الكوادر الوسيطة، أدرك أوزان الرجال، وطرائق تفكيرهم، وقدراتهم السياسية أو العسكرية أ, الأمنية. * ((البشير)) يعلم أكثر منا، أن هذه المرحلة، والتي تليها، تحتاج الى حكماء، وسياسيين من الطراز الأول، والا تمزقت البلاد، وتشتت شملها، وانهار بنيانها. * ومثلما قالها ((رث الشلك)) الذي يعيش في اطراف الجنوب، فانه لا يختلف عاقلان داخل ((المؤتمر الوطني)) أو خارجه حتى في أحزاب المعارضة، على أن خلاصة حكمة ((المؤتمر الوطني)) والحركة الاسلامية متمركزة في شخص الأستاذ ((علي عثمان محمد طه)) .. فالبون بينه والآخرين شاسع .. والفرق واسع.. * ولذا، فان ازمة الانتخابات الحالية في ظل مطالبات المعارضة والمرشحين لرئاسة الجمهورية بتأجيل العملية الانتخابية، أو مقاطعتها، تفرض على الحكومة والمؤتمر الوطني أن تدفع لحلها بالحكماء وعلى رأسهم ((شيخ علي)) فهو رجل المهام الصعبة، (حلال المشبوك) .. وسفير النوايا الحسنة، من رئاسة الجمهورية الى جنوب السودان .. ودارفور .. والامم المتحدة .. و ((ايقاد)).. * فما أن يعكتف الفريق ((سلفاكير)) في ((جوبا)) مضرباً عن (الشراكة)، مغاضباً وثائراً، حتى يرحل اليه ((علي عثمان)) مفاوضاً، ومراجعاً، فتتقشع (الغمة) .. وتعود الابتسامة الى سفاه ((سلفاكير))..!! * وعندما تمرد كبير مساعدي رئيس الجمهورية القائد (مني أركو مناوي) محتجاً على بعض المعاملات غير اللائقة ب (كبير مساعدين)، فعاد الى قواته في خلاء شمال دارفور، مقاطعاً القصر الجمهوري لشهرين وزيارة، قبل نحو عامين، لم تجد الرئاسة غير الحكيم (علي عثمان)).. ليطير الى (الفاشر) - وكنا معه، الأستاذ الكبير ((احمد البلال الطيب)) وشخصي، والوقت رمضان والطقس غليان – فيثوب ((مناوي)) الى رشده بكلمات ((علي عثمان))، فيرجع الى مكتبه بالقصر الرئاسي، وداره بشارع البلدية.. * وقبل أيام كان الحكيم في (نيروبي) ممثلاً للرئيس، مدافعاً ومنافحاً في منبر (ايقاد) عن اداء (المؤتمر الوطني) في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل .. فمن غيره تلين له مثل هذه المنابر العصية؟. * وقبلها كان الحكيم صانعاً ومهندساً للسلام في جنوب السودان، وان كان البعض أو الكل يعتقد بأن هناك ثقوباً في ((نيفاشا)) .. فقد شارك في حياكة ثوبها جميع قيادات ((المؤتمر الوطني)).. كلهم كانوا في ((نيفاشا)).. وكلهم بصموا عليها (بالعشرة) حتى اذا ما تفتقت الجراح هرولوا متبرئين منها .. رامين بالملامة على ((شيخ علي)) الذي كان يفاوض الراحل ((قرنق)) يصل الليل بالنهار .. عندما كان الآخرون يمارسون التمارين الرياضية على أرصفة المنتجعات الكينية..!! * الوقت .. وقت الحكيم .. أفسحوا له .. يفسح الله لكم. نقلاً عن صحيفة الاهرام اليوم 22/3/2010م