شهدت العلاقات السودانية المصرية تأرجحاً ملحوظاً حسب الأحداث التي حفظتها ذاكرة التاريخ وتطفو علي السطح قضية مياه النيل وقيام سد النهضة الإثيوبي الذي تعتبره مصر مهدداً لحصتها وقضية حلايب السودانية التي تظل مربط الفرس. خلال الأيام الماضية خلال تصفحي لموقع صحيفة الأهرام المصرية قرأت مقالاً للدكتور هاني رسلان الباحث بمركز الأهرام للدراسات والمتخصص بالشأن السوداني حمل فيه النخبة السودانية مسؤولية الخلل في تدهور العلاقات بين البلدين. الدكتور رسلان أشار في مقاله الي أن النخبة السودانية تختزل الأمر في ان السينما المصرية دوماً ما تصور السوداني في وظيفة بواب فقط لجهلها عن السودان وطبيعته ومكوناته. غض الدكتور رسلان البصر عن النخبة المصرية ليحمل السودانيون مسؤولية تدهور العلاقات في حين انه بالفعل السينما المصرية تختزل السودانيين في وظيفة بواب أو طباخ فقط ومكتبات السينما المصرية تشهد علي ذلك وإن شاء فليبحث عن ذلك. زرت مصر وعاشرت المصريين ولم اشعر يوماً بأنني غريب عنها ولا عن أهلها فعندما يعرف الشيب والشباب انك سوداني يمازحونك " يا أبن النيل إحنا شعب واحد" ليتخللك الإحساس انك فعلاً في بلدك ليس في غربة وللأمانة والله شاهد علي ما أقول لم أجد " بوابا" سودانياً قط وفي السودان أيضاً عاشرنا المصريين خاصة في فترة ازدهار السودان وانفتاح سوق العمل قبل انفصال جنوب السودان في العام 2011م بذات الروح التي يتعاملون بها معنا في مصر. إذا فإن المشكلة السودانية المصرية بحسب ما ذكرت أعلاه فإنها ليست مشكلة النخبة السودانية فكيف للنخبة السودانية ان تنسي كل تاريخ بلادها وإمكاناتة وترضي بدور " بواب وطباخ" في السينما المصرية برغم ما يربط البلدين من علاقات ومصالح مشتركة؟؟.. لا يتسق حديث الدكتور رسلان مع الواقع المعاش الآن. من مصلحة مصر ان تحسن علاقاتها مع السودان وليس للسودان مصلحة تذكر في خلق علاقات جيدة مع مصر للأسباب التي يعلمها الجميع وعلي رأسها مياه النيل والعمالة المصرية الموجودة حتي الآن والمصريون يدخلون السودان دون تأشيرة بينما لا يزال السودانيون يصطفون في شباك القنصلية المصرية لتقديم جوازاتهم للحصول علي تأشيرة دخول بعد ثلاثة أيام. لا نلهث لننال احترام من النخبة المصرية لأن ذلك لا يضيف للسودان شيئاً علي ارض الواقع وان أرادوا أن يعرفوا السودان فلا يزال اتفاق الحريات الأربع منفذاً من جانب السودان فقط.. يكفينا فخراً الإحترام الذي يكنه لنا الإثيوبيون والجوار الآخر والخليجيون لكن ما يعني السودانيين ويمس كرامتهم هو انتهاك مصر للسيادة الوطنية بإحتلال "حلايب السودانية "التي ستظل مربط الفرس في علاقات البلدين مهما تغيرت السياسات والحكومات فالسيادة الوطنية لا تموت. نقلا عن صحيفة السوداني 6/2/2014