تعقد مؤسسة الرئاسة السودانية اليوم الثلاثاء، اجتماعا مفصليا حول الانتخابات بمشاركة رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت، وسط أجواء مشحونة بالتوتر عقب تهديد تضامن مرشحي رئاسة الجمهورية أمس، باتخاذ قرارات جماعية إذا لم يستجب لمطالبهم خلال 72 ساعة تنتهي الخميس، فيما قطع لام اكول مرشح الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي حملته الانتخابية بمدينة واو وعاد إلى الخرطوم عقب اعتقاله لساعات، بينما تعهد الرئيس السوداني عمر البشير بعدم العودة للحرب مرة أخرى وجدد حرصه على تنفيذ اتفاقية السلام . ويعقد شريكا نيفاشا اليوم اجتماعا مفصليا مهما حول الانتخابات والقضايا الأخرى المثارة في الساحة السياسية بحضور سلفاكير، وكان الشريكان عقدا سلسلة لقاءات برئاسة نائب رئيس الحركة رياك مشار ونائب رئيس المؤتمر الوطني نافع علي نافع، لبحث قضية الانتخابات . وأعلن سلفاكير استعداد الحركة لخوض الانتخابات في موعدها المحدد في ابريل المقبل، رغم التحديات التي تحيط بها، وقال في مؤتمر صحافي بجوبا إن جولاته ضمن الحملة الانتخابية أكدت إقبال الجنوبيين على الانتخابات وإصرارهم على أهميتها، إلى جانب رغبتهم في المشاركة في العملية . وقال أمين عام الحركة باقان اموم إن وفدا برئاسة رياك مشار ومرشح الرئاسة ياسر عرمان ووزير الخارجية دينق الور، دخل في اجتماعات مع المؤتمر الوطني . وأشار اموم إلى أن الاجتماعات ناقشت الانتخابات وخروقات مفوضية الانتخابات، إلى جانب سيطرة المؤتمر الوطني عليها، وذكر أن اللقاء تطرق لمذكرة الأحزاب السياسية التي رفعتها لمؤسسة الرئاسة ولضرورة التعامل معها ومع ما فيها من مطالبات، وأكد أن الطرفين ما زالا في طور النقاش ولم يتوصلا لنقاط اتفاق . من جهتهم، أصدر تضامن مرشحي رئاسة الجمهورية من المعارضة والمستقلين بيانا شن هجوما لاذعا على مفوضية الانتخابات، وقال إنها خرقت قانون الانتخابات بالكثير من المواقف بما يقدح في مصداقيتها، وطالب بتعيين مجموعة مستقلة للتحقيق في الخروقات المالية والإدارية للمفوضية، وقال إن الحوار هو الوسيلة المثلى لحل كل مشاكل البلاد وضمان انتخابات حرة ونزيهة، فيما قال الصادق المهدي رئيس حزب الأمة في مؤتمر صحافي إن التضامن يطالب بتأكيد نزاهة وحرية المفوضية ونحن بصدد معرفة الاستجابة لهذا المطلب ونمهل الأطراف المهنية فترة حني يوم الخميس “72 ساعة"، وأضاف “إذا وجدنا استجابة صحيحة تؤدي إلى انتخابات نزيهة وحرة فهذا هو المطلوب وإلا سوف نتخذ موقفا جماعيا" . وقال البشير مخاطبا لقاء جماهيريا باستاد بانتيو بولاية الوحدة إن إجراء الانتخابات جزء من تنفيذ اتفاقية السلام الشامل، وأكد المحافظة على السلام والعيش في تآخ مع الجنوب والعمل على تحقيق الوحدة . في غضون ذلك، قطع لام اكول حملته الانتخابية في مدينة واو جنوب السودان وعاد للخرطوم، وعقد مؤتمرا صحافيا في المطار اتهم فيه استخبارات الحركة الشعبية بإعاقة حملته الانتخابية وطالب مفوضية الانتخابات بالتدخل لاحتواء الموقف ومساواة الفرص بين المرشحين، وقال إن الاستخبارات أصرت على عدم نزولنا من الطائرة حتى يستولوا على السلاح الشخصي، وأوضح أن الطائرة احتجزت من سلطات حكومة الولاية بحجة تسجيل أسماء حرسه وأرقام أسلحتهم . كما اعتقل تسعة بينهم صحافيون ورئيس الحزب بالإنابة، وتعرضوا للضرب . إلى ذلك، اعتبرت بعثة الأممالمتحدة بالسودان أن قرار تأجيل الانتخابات من عدمه من حق مفوضية الانتخابات وحدها، مبينة أن دورها ينحصر في مساندة الحكومة والمفوضية لضمان شرطين هما “إجراؤها في الموعد المحدد، والنزاهة والشفافية"، وأكدت أن قوات حفظ السلام ستتدخل لتعزيز الأمن في المناطق التي قد تحدث فيها مواجهات مسلحة . وقال رئيس بعثة “يونميس" بالسودان هيلي منقريوس في مؤتمر صحافي إن الانتخابات إحدى استحقاقات اتفاق السلام، وبداية لعملية ديمقراطية لاستقرار السودان، ويجب أن تجرى في وقتها المحدد وفق الجدول الزمني، وفي مناخ ملائم وصحي وبحرية ونزاهة . المصدر: الخليج 30/3/2010