رغم علمهم واداراكهم للحقيقة المتمثلة في أن قرار المكتب السياسي للحركة الشعبية بسحب ترشيح ياسر عرمان للمنافسة على منصب رئاسة الجمهورية قد جاء بناء على مذكرة أعدها بنفسه واعترف فيها بضعف موقفه وطلب دعم قيادة الحركة لحملته، الا أن عرمان والشيوعيين داخل الحركة وخارجها إضافة لمحتجين آخرين من الرافضين لهذا القرار في قطاع الشمال عامة والمرشحين منهم خاصة وبعض اليساريين الآخرين في أوساط الجنوبيين، قد شرعوا في شن حملة انتقادات واسعة وساخطة وتسعي لهدم المعبد في الحركة منطلقة في ذلك من منطق على وعلى أعدائي. وقد بدأت الحملة السافرة في هذه المرحلة متجهة للتركيز على العمل من أجل تحقيق اكبر قدر من التلطيخ لسمعة نائب رئيس الحركة ونائب رئيس حكومة الجنوب د. رياك مشار، بدعوى أنه يقود مؤامرة جديدة لإضعاف الوضع الداخلي في الحركة مرة أخرى على النحو الذي قام به في فترة سابقة عندما قاد مع د. لام أكول وآخرين الانشقاق الذي تعرضت له الحركة وعانت منه ودفعت ثمناً فادحاً له ألحق بها خسارة بالغة في مطلع تسعينيات القرن الماضي. بيد أن تركيز الاتهامات على د. رياك مشار في هذه المرحلة من الحملة التي يقودها ياسر عرمان والشيوعيون واليساريون والعلمانيون الآخرون داخل الحركة وخارجها في قطاع الشمال وتحت هذا الستار لا يعني أن قائد الحركة ورئيسها الفريق أول سلفاكير سينجو من التعرض له والعمل من أجل الاشانة لسمعته في مرحلة لاحقة. وقد أخذت تظهر وتبرز بالفعل اتهامات مماثلة تزعم أن سلفاكير ليس بعيداً عن التورط لدرجة ما في التواطؤ مع المؤامرة التي تدعي المجموعة التي يقودها عرمان أن د.رياك مشار يقودها مجدداً في سبيل التضحية بالحركة لتحقيق مصالح ومآرب خاصة به وربما بالنوير على حساب الدينكا والقبائل الأخرى في الحركة. وتزعم المجموعة التي يقودها عرمان أن سلفاكير لم يتمكن من التصدي الحازم والحاسم لما تصفه بالمؤامرة التي تدعي أن د. رياك مشار يقودها لإضعاف ما يري أنه هيمنه وسيطرة طاغية للدينكا وعناصر اليسار والشيوعيين في قطاع الشمال على الدوائر المهمة والأوساط المؤثرة في الحركة. وتقول المجموعة التي يقودها عرمان ان سلفاكير عندما وجد أن د. رياك مشار قد نجح في تنفيذ المؤامرة التي برزت واتضحت بصفة خاصة في تواطئه مع المرشحين المستقلين من أعضاء وقيادات كوادر الحركة في الجنوب على النحو الذي صار بمثابة حالة من التهديد الحقيقي لمدي قدرة القيادة الحالية للحركة على الاستمرار في السيطرة والهيمنة المطلقة، أخذ – أي سلفاكير – يميل إلى الاتجاه لمجاراة رياك مشار فيما يقوم به مقابل دفعه لضمان تقديم الدعم للوضع المتردي الذي أخذ سلفاكير يشعر به ويعاني منه ويخشي على مستقبله الشخصي نتيجة لذلك على المستوي السياسي. وتشير المجموعة التي يتزعمها عرمان والكادر الشيوعي واليساري والعلماني في الحركة التي أن قيادة الحركة أخذت تخشي من تعرضها لخسارة فادحة أمام المرشحين المستقلين وغيرها من المرشحين الآخرين في الانتخابات بالجنوب، كما أن المذكرة التي رفعها لها ياسر عرمان بهدف الحصول على دعمها لوضعها المتردي في قطاع الشمال قد أدت الى نتيجة جاءت معاكسة للأهداف والمرامي التي سعت لها، حيث وجدت قيادة الحركة أن الأفضل لها هو أن تهرع لإنقاذ وضعها ومستقبل الحركة في الجنوب حتى ولو اقتضي ذلك التضحية بعرمان وعدم الاكتراث بالنتيجة في قطاع الشمال التي أضحي من المؤكد أنها ستأتي مخيبة للآمال . وهكذا فان مستقبل الحركة الشعبية صار عرضة للمزيد من احتمالات الانهيار التي ربما قد تلحق بها إذا لم تتمكن القيادة من المعالجة الناجعة والحاسمة للحملة المستعرة التي يقودها عرمان ويعمل على تأجيجها وتصعيدها مستعيناً في ذلك بالكادر الشيوعي واليساري والعلماني ومنطلقاً من موقف على وعلى أعدائي لهدم المعبد على رؤوس الجميع. نقلاً عن صحيفة آخر لحظة 6/4/2010م