درجت بعض أجهزة الإعلام المصرية، في الآونة الأخيرة على الإساءة للسودانيين، وهي إساءات متجاوزة للحدود والذوق، فالحدود الجنوبية لمصر، أصبحت في الإعلام المصري واحدة من بوابات الشر.وفي مرات يروج البعض لفكرة (كل الشر يأتي من الجنوب).وقد درجت تلك الأجهزة على الإساءة للسودانيين في مواضيع مختلفة (حلايب وتهريب السلاح والإرهاب، ثم سد النهضة وأخيراً الملاريا). ولكن ما يحدث حالياً من تجاوزات، "ظاهرة" متنامية بوتيرة متسارعة.وفي مصر كل ما يقال في الإعلام ويردد باستمرار، يتحول لقناعات لدي الجماهير.ورغم سذاجة بعض الاتهامات وسخفها، لكنها سرعات ما تنتشر بصورة قياسية. الآن أصبح ظهور الملاريا في أسوان مؤامرة سودانية!.الاتهامات لو اقتصرت علي ما سياسي، كان يمكن التعامل معها في إطار الموضوعية ونطاق المعقول.ولكنها تمضي لأبعد من ذلك.بإمكانك أن تسئ لفرد. وبعض الصحفيين المصريين يقومون بدور سلبى فى العلاقات بين البلدين" . والشعب السودانى لن ينسى أبداً الاساءات التى تعرض لها من بعض المنتسبين لوسائل الاعلام المصرية ومحاولتهم لتحريض القاهرة ضد الخرطوم ، ولن ينسى أيضاً بعض التصريحات التى أدلى بها بعض السياسيين المصريين ضد السودان.نعم الشعب السودانى شعب ذكى ومتسامح ، ولكنه لاينسى أبداً الاحتقار . فيما يتعلق بملف حلايب لم يحدث المصريين اي فرقعة حول حلايب في اي فترة تاريخية منذ ان عرف مصر بحدودها المعروفة طبعة والتي لم تشمل خلايب في يوم من الايام وتكون اساس هذه الفرقعة الاعلامية او العسكرية ان حلايب مصرية بل كان يتم احداث هذه الفرقعات دوماً وابداً لعمليات انتقامية لاسباب لحظية و ليس كون ان هناك سند قاوني او تاريخي بمصرية حلايب لذلك نقول ان حلايب سودانية اباً واماً و نحن مستعدون كشعب سوداني اصيل ان ندافع عن حلايب حتي اخر رمق و مستعدون للذهاب لجميع المحاكم الدولية وغير الدولية و معنا جميع المستندات حتي شهادة ميلاد حلايب نفسها ان طلب منا ذلك.فالقناوات الاعلامية المعارضة والاعلامين و منهم ذلك الاعلامي المدعو توفيق الذي اساءة للسودان كثيراً في عدد من فقرات برنامجه و عدد من الصحفيين يثرون هذه الضجة ليس لان حلايب مصرية و لكن للانتقام من الرئيس مرسي فقط لكرهم الاعمي للاخوان و هكذا هم دائماً يملاون الدنيا ضجيجاً بسبب او بدونها. ولأن مصر تملك آلة إعلامية ضخمة من قنوات فضائية وبرامج «توك شو» في كل القنوات، فمعظم إعلامي تلك البرامج تبدو حملة واضحة تعزز موقف بلادهم تجاه قضيتي حلايب سد النهضة ، فالمتتبع لمعظم برامج التوك شو التي ملأت الفضايئات المصرية والتي تحظى بنسبة مشاهدة عالية وسط المجتمع المصري ولم يقتصر على مقدمي البرامج فحسب، بل وحتى ممثلي الكوميديا تناولوا قضية حلايب فالممثل المصري أحمد آدم من خلال برنامجه «بني آدم شو» سخر من رمز رئاسة الجمهورية وهو يقلده بطريقة مستفزة لمشاعر أي سوداني ولم يكتف وحسب بل سخر من أي حديث من قبل السودان بشأن حلايب، الإعلامي عمر أديب لا يختلف في سخريته عن أحمد آدم فقد سخر من تصريحات القيادي بحزب الحرية والعدالة عصام العريان الذي صرح قبل نحو عام ونصف عن أحقية الرئيس السابق مرسي في تغيير ترسيم الحدود. وقوبل هذا التصريح بهجوم عنيف من الآلة الإعلامية المصرية بشأن هذا التصريح. عمرو أديب أيضا سخر من موقف السودان من سد النهضة، وقال إن السودان يريد أن يساوم مصر بسد النهضة على قضية حلايب، وتناول هذا بسخرية واضحة لم نجدها في أي برامج أو حتى كتابات ومقالات في صحف السودان. وهذا يؤكد أن الإعلام المصري أصبح هو المسيطر والموجه للرأي العام. وتقول الشواهد أن الإعلام السوداني مقابل إساءة رصيفه المصري مارس الكثير من سياسة ضبط النفس تجاه هذه المعارك الإعلامية المصرية لاعتبارات كثرة منها لمعرفتهم بالحالة العامة التي تعيش فيها مصر. فالإعلام السوداني مارس سياسة ضبط النفس لهذا السبب لأنه يعلم تماماً خطورة وحساسية حديث الإعلام هذه الطريقة الإعلامية الدبلوماسية معظم الإعلاميين يعرفون هذه العلاقة،فالإعلام السوداني يتعامل بحكمة تجاه هذه القضية، وهو كنوع من العتب للذين انزلقو إعلامياً من قبل بعض الأشقاء المصريين. لكن لندع الكرة في ميدان السياسيين وهم الأقدر على إيجاد حل لهذه القضية. فمن أسهل الأشياء تمرير الرسالة الإعلامية مقروءة أو مسموعة، فهو مجرد حديث ولم يكن صعباً لاي إعلامي سوداني أن يتصدى لهذه الآلة الإعلامية لكنه نوع من ضبط النفس ظل الإعلام السوداني يتعامل بهذه الطريقة مع كل الملفات.