أعدت ايلان برمان تقريراً نشرته مجلة «فورين بوليسي» تحت عنوان «مغازلة الاسلاميين»، خصصته للحديث عن الدكتور محمد البرادعي، الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والحاصل على جائزة نوبل للسلام والمرشح المحتمل للرئاسة في مصر، والذي بدأ يغازل جماعة الاخوان المسلمين المحظورة، رغم أن ترشيحه لا يزال غير مؤكد. ويشير التقرير الى أن فكرة ترشيح ساسة من خارج الأحزاب القائمة تواجه صعوبات، نظراً لكون التعديلات الدستورية الأخيرة تقصر الترشح على أعضاء الأحزاب المعترف بها منذ خمس سنوات، وهو ما لا ينطبق على الدكتور البرادعي. في الوقت نفسه، يعاني الدكتور البرادعي من مشكلة أساسية، وهي عدم وجود جمهور ناخبين كبير. فرغم شعبيته الداخلية، ابتعد البرادعي عن السياسة المصرية منذ نهاية السبعينات، مما جعل البعض يعتبره مغامراً. ومن ثم، فحتى اذا نجح الدكتور البرادعي في اجتياز الانتخابات فسيجد نفسه رمزاً أكثر من كونه رجل سياسة. ثم ينتقل التقرير ليوضح أنه بسبب هذه الأسباب سالفة الذكر، اتجه الدكتور البرادعي الى الاخوان المسلمين. حيث التقى فبراير الماضي في القاهرة برؤساء العديد من الفصائل السياسية المعارضة التي تكون فيما بينها الجبهة الوطنية للتغيير، وبينهم قادة الاخوان المسلمين الذين أعلنوا تأييدهم لجهود البرادعي. وقد أكد محمد سعد الكتاتني، رئيس كتلة الاخوان في البرلمان المصري، ذلك بقوله ان « الدكتور البرادعي والاخوان المسلمين يدعون الى التغيير السياسي والاجتماعي». ويشير التقرير الى أن تعاون الدكتور البرادعي مع الاخوان المسلمين قد يكون تحركاً سياسياً جيداً، لاسيما وأن كتلة الاخوان في البرلمان تصل الى الخمس تقريباً. غير أن المشاركة السياسية لا تعني بالضرورة الاعتدال. اذ أن البرنامج السياسي للاخوان المسلمين، والذي أعلنوه عام 2007، قدم رؤية متطرفة لتهميش دور المرأة وغير المسلمين، ودعا الى تأسيس سلطة دينية تراقب كل الأنشطة الحكومية. وفي العام التالي قامت الانتخابات الداخلية في الاخوان بتعزيز المتشددين بين صفوف التنظيم. ويضيف التقرير أن العناصر المتشددة والمحافظة داخل الاخوان المسلمين بدأت مؤخراً حملة لتطهير الحركة من العناصر الاصلاحية، وهو ما يؤكده اختيار الدكتور المتشدد محمد بديع لمنصب المرشد العام الثامن للاخوان المسلمين يناير الماضي. ومن ثم، فاذا كانت حركة الاخوان انضمت الى تحالف ملتزم بالتحررية السياسية، فمن الواضح أنه ليس لأسباب أيديولوجية. وانما قد يكون انضمام الاخوان الى البرادعي بدافع من الضرورة ومحاولاتها الحفاظ على قوتها أمام الحكومة، بعيداً عن الأيديولوجية التي يعتنقونها في الوقت الحالي. ومن ثم، يواجه أحدث لاعب سياسي في مصر مأزقاً هاماً: اذ أن دعوته الى التعددية وتحسين الأداء الحكومي نجحت في تحريك الشارع المصري وتقديم بديل للنظام الحالي. أما اذا ربط الدكتور البرادعي حملته بالاخوان، فقد ينتهي به الأمر وهو يلعب دوراً غير متوقع: انقاذ المعارضة الاسلامية في مصر. المصدر: الوطن القطرية 13/4/2010