* الاستقبال الحافل الذي حظي به رئيس الجمهورية عمر البشير، في وطنه الثاني المملكة العربية السعودية يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على مدى عمق وتجذر العلاقة بين الشعبين الشقيقين، مثلما يؤكد أيضاً أن آية مراهنة على خلاف بين المملكة والسودان هو حديث ساذج لا يعكس الصورة الحقيقية لما يجمع بين البدين من محبة وصداقة واحترام وتقدير ضارب في جذور الزمن. * المملكة العربية السعودية من جانبها، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بين عبد العزيز آل سعود، على وجه الخصوص – حفظه الله – أثبت أنه يبقي دوماً في مستوي دوره التاريخ ومسؤوليته الدينية والقومية، فقد عاد السودان بفضل الله ثم القرارات التاريخية التي اتخذها الرئيس البشير ضد عبث وألاعيب المتشيعين في البلاد إلى ساحة الفعل السياسي المسؤول، ليعد ذلك انتصاراً للعقيدة الإسلامية السمحاء ورفضاً لمفاهيم مغيته غريبة على أهل السودان المحبين لله وسنة رسول البشرية محمد – صلي الله عليه وسلم. * وكان من الطبيعي أن تتجاوب دولة الرسالة مع هذا الموقف الذي يشكل انتصاراً للعقيدة ليأتي هذا الاستقبال الحار الذي وجده الرئيس البشير من أشقائه في المملكة، بما يعد رسالة واضحة لكل العالم، تؤكد أن تباين وجهات النظر – طال الزمن أم قصر – لا تصل إلى مرحلة القطيعة أو الخلاف بين البلدين الشقيقين، وأن السودان يظل يشكل دائرة قوية لأمن أرض الرسالة وكذلك المملكة وعاهلها المفدى الملك عبد الله بن عبد العزيز – أمد الله في عمره-. * ولا شك أن الأيام أكدت أي استهداف حقيقي للمملكة هو استهداف للسودان، لهذا كان من الطبيعي أن يقف الرئيس البشير أمام التفلت المذهبي الإيراني الذي استخدم بعض ضعاف النفوس في السودان من خلال ما يقدم لهم من عطاء مرصود استخدمه في "اليمن السعيد" مجموعة الحوثيين الذين توهموا بأنهم، وبفضل ما أقدموا عليه من قرصنة ضد الشعب اليمني الشقيق وعاصمته صنعاء، يستطيعون أن يفرضوا على المنطقة واقعاً جديداً "ضعف الطالب والمطلوب". * إن من حق الرئيس البشير أن يسعد كثيرا اليوم، وهو في الأراضي المقدسة يؤدي شعيرة الحج، فقد اتخذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح، لتعود الروح إلى علاقاتنا كاملة غير منقوصة مع أشقائنا في أرض الرسالة. * إن الواجب المهني والأخلاقي والوطني يحتم علينا أن نتقدم بالشكر – كل الشكر – لله رب العالمين أولاً، ثم لأولئك الجنود المجهولين الذين بقوا مرابطين وواثقين من انقشاع سحابة الصيف بين المملكة والسودان لتعود العلاقات إلى متانتها وتجذرها المعروف، وتسقط – إلى الأبد – أراجيف إيران وبطانتها على المستوى المحلي أولاً، والخارجي ثانياً، الذي تسعي من خلاله إلى إفساد العقيدة وأن تستلب عقول شبابنا بفضل جولات ورحلات يتلقون فيها – والعياذ بالله – دروساً في كيف يسب ذلك الشاب رجالاً في قامة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – عليه رضوان الله – مثلما يعلن دعاتهم وكبراؤهم علناً في بعض القنوات الفضائية وأشرطة الفيديو ورسائل الواتساب التي يخجل كل ذي عقيدة صحيحة من ترديدها، ناهيك عن الاعتقاد بها. * إننا إذ نرحب بهذا اللقاء التاريخي بين الرئيس عمر البشير مع إخوته في أرض الرسالة، نسأل الله أن يحفظ بلادنا وأمتنا من كل بلاء وأن يبعد عنها أعداء الإسلام والمسلمين. نقلاً عن صحيفة الخرطوم 2014/10/2م