سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
احتمالات "الغاء" القمة الخليجية الشهر المقبل في الدوحة تتصاعد.. ولماذا وصلت "وساطة" امير الكويت الى طريق مسدود؟.. وما هي خيارات قطر وخصومها في المرحلة المقبلة؟
اذا تأكد ما نشرته صحيفة "الحياة" صباح الاحد نقلا عن مصادر قطرية موثوقة، بأنه "تم تأجيل الاجتماع الوزاري الذي كان مقررا عقده في الدوحة الاثنين للتحضير للقمة الخليجية في التاسع من الشهر المقبل كانون الاول (ديسمبر) فإن هذا يعني عدة امور نوجزها في النقاط التالية: اولا: ان الجهود التي بذلها الشيخ صباح الاحمد امير دولة الكويت وقادته الى زيارة كل من ابو ظبي والدوحةوالبحرين وقبلها الرياض من اجل المشاركة في اجتماع وزراء الخارجية المذكور قد اصطدمت بتمسك كل طرف في الازمة الخليجية بمواقفه مما ادى الى فشل هذه الجهود في نهاية المطاف. ثانيا: تأجيل اجتماع وزراء الخارجية المقرر للتحضير للقمة الخليجية في الشهر المقبل، ربما يؤدي الى تأجيل انعقاد القمة الخليجية نفسها، وربما الى الغائها من الاساس، الامر الذي سيسجل سابقة خطيرة في تاريخ مجلس التعاون الخليجي منذ انشائه قبل اكثر من ثلاثين عاما. ثالثا: هذا التأجيل يؤكد ان الازمة بين الدول الثلاث التي سحبت سفراءها من الدوحة وهي المملكة العربية السعودية والامارات والبحرين مع دولة قطر تتفاقم وتزداد تعقيدا، وعلى عكس كل التقارير والتسريبات الاخبارية حول قرب عودة السفراء الثلاثة. رابعا: من الواضح ان الدول الثلاث لم تقتنع بالخطوات التي اتخذتها دولة قطر لتطبيق اتفاق الرياض وابرز بنوده قطع العلاقات مع حركة الاخوان المسلمين، ولجم قناة "الجزيرة" ووقف عمليات التجنيس والايواء لبعض النشطاء السياسيين الخليجيين المعارضين، وكانت دولة قطر ابعدت بعض الشخصيات الاخوانية التي كانت تقيم في الدوحة الى تركيا، ولكن سياسة محطة "الجزيرة" في دعم حركة "الاخوان" لم تتغير، وكذلك عداء الاجهزة الاعلامية المحسوبة على قطر لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر لم يتوقف بل ازداد تصعيدا. الشيخ صباح الاحمد امير دولة الكويت لم يكشف مطلقا عن نتائج مباحثاته في العواصم الخليجية التي زارها، وخاصة في الدوحة التي التقى اميرها لما يقرب من الساعة، ولكن مصدر خليجي ابلغ هذه الصحيفة ان الدول الخليجية الثلاث التي سحبت سفراءها من الدوحة اعربت للامير القطري عن عدم تراجعها عن قرارها بعدم المشاركة في القمة الخليجية المقبلة او اي اجتماعات اخرى تنعقد في الدوحة طالما تستمر دولة قطر في سياساتها الحالية، وترفض الالتزام بتطبيق ما هو مطلوب منها في اتفاق الرياض. دولة البحرين عبرت عن هذا الموقف المتصلب يوم الجمعة عندما قررت الانسحاب من بطولة العالم لكرة اليد المقرر اقامتها في الدوحة مطلع العام المقبل بسبب الخلاف السياسي بين البلدين، واكد الاتحاد الدولي لكرة اليد انه تلقى اخطارا من الاتحاد البحريني يوم الجمعة الماضي في هذا الخصوص. فلو كانت البحرين، التي تمثل "تيرمومترا" لسخونة او برودة الخلاف مع الدوحة، تريد المشاركة في القمة الخليجية المقبلة في الدوحة ولو على مستوى منخفض (وزير الخارجية مثلا) لما قررت مقاطعة دورة رياضية غير ذات شأن. لا نعرف ما اذا كان الشيخ صباح الاحمد سيواصل جهوده لحل الازمة، وضمان عقد القمة في موعدها بالتالي، ولكن من الواضح ان تصريح المصدر القطري بأن اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون للتمهيد للقمة الخليجية قد تأجل الى اجل غير مسمى، يوحي بن الوساطة وصلت الى طريق مسدود، ولا يوجد اي امل ولو ضئيل باستئنافها لاحقا. الامر المؤكد ان مجلس التعاون الخليجي الذي شكل اطارا اقليميا ناجحا في الحدود الدنيا على الاقل بدأ يتضعضع ويزداد ضعفا وفي وقت تبدو دول الخليج في اشد الحاجة اليه في ظل الازمات والاخطار التي تحيط بها من كل جانب. والامر الآخر المؤكد ايضا ان عزلة الدوحة داخل المجلس ستزداد في الاسابيع والاشهر المقبلة، بالتزامن مع حرب اعلامية وسياسية ضدها سيزداد لهيبها ايضا ليس على الصعيد الاقليمي فقط وانما على الصعيد العالمي حيث يتم رصد ميزانيات بمئات الملايين للوبيات ضخمة في امريكا واوروبا، وهذا لا يعني ان قطر رفعت الراية البيضاء وتتصرف كحمل وديع، فامبراطوريتها الاعلامية الضخمة في الخارج تتوسع، والملايين توظف، والايام القادمة حافلة بالمفاجآت الاعلامية والسياسية. المصدر: رأي اليوم 10/11/2014م