تظل الخرطوم قلبا حانيا على الفرقاء والأشقاء العرب والافارقة فبالأمس أستضافت العاصمة السودانية أعمال اجتماع دول الجوار الليبي والذي أقر فيه وزراء خارجية دول الجوار الليبي في ختام اجتماعهم ما تم الاتفاق علية في الاجتماع السابق بالقاهرة بان الحوار هو السبيل الأمثل للوصول إلي توافق ليبي ليبي واجمعوا على الاعتراف بالبرلمان الليبي ومشروعية الحكومة الليبية.كما اتفق وزراء الخارجية علي منع تدفق السلاح إلى ليبيا تفاديا للمزيد من التدهور في الأوضاع ونبذ العنف وعدم إفساح المجال للحركات التي لا تتبني مبدأ الحوار للمشاركة في الحوار الجاري. وأتى الإجتماع الليبي في وقت ظلت فيه جهود دول الجوار الليبي والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية تصب في إقناع الأطراف بضرورة الاتفاق علي نبذ العنف.ولعل تكليف الوزراء للسودان بصفته رئيس الدورة الحالية بإرسال رسالة نيابة عنهم والمبعوثين بان ما يجري في غدامس يجد دعمنا جميعا" لهو تقدير لدور السودان في حلحلة المشكل الليبي وتمخض الاجتماع الليبي عن الاتفاق على دعم "مسار جمع الفرقاء الليبيين" للجولة الثانية من الحوار بمدينة غدامس برعاية مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا الدبلوماسي الإسباني برناردينو ليون. وكانت البعثة الأممية قد حددت الأربعاء موعد هذه الجولة في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، ودون تحديد مكان انعقادها.وشارك في اجتماع الخرطوم وزراء خارجية كل من ليبيا والسودان ومصر وتونس والجزائر وتشاد والنيجر، بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وموفد من الاتحاد الأفريقي، بينما لم يشارك أي ممثل عن المؤتمر الوطني العام الليبي. وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي، في مؤتمر صحفي، إن الاجتماع دعا الفرقاء الليبيين إلى ضرورة حل الأزمة الليبية عبر الحوار بين كافة الأطراف التي تقبل بالحوار السلمي.وأضاف أن الوزراء المشاركين بالاجتماع أكدوا على الاعتراف بالحكومة الشرعية والبرلمان في ليبيا، وعلى أن يكون الحوار ليبيا داخليا، مشيرا إلى أن الاجتماع وافق على ضرورة منع تدفق السلاح إلى ليبيا من دول الجوار وغيرها.وكان كرتي قد قال بالجلسة الافتتاحية إن الوقت حان لإنهاء الصراع الليبي، مشيرا إلى إخفاق دول الجوار في تحقيق الاستقرار لليبيين، كما اتهم دولا لم يسمها بالتدخل في الشأن الليبي وتوسيع دائرة الصراع.ومن جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في كلمة له إن الوضع في ليبيا يشهد تطورات مقلقة للجميع تتطلب تضافر الجهود لكي يتمكن الليبيون من بناء مؤسسات دولتهم واستعادة الأمن والاستقرار. ويتوقع مراقبون بأن يسهم اجتماع الخرطوم في يتمكين الليبيين من إحراز التقدم في اتجاه حل المشكلة، و في حالة عدم تمكن اجتماع الخرطوم من الجمع بين الفرقاء الليبيين على مائدة الحوار لحل النزاع فإننا لا نطلب من دول الجوار الليبي أن ترفع يدها عن الملف الليبي، ودعوا هذه الدول لتفويض السودان بجمع الأطراف الليبية على مائدة الحوار بناءً على مبادرة الرئيس البشير التي طرحها وزير الخارجية إبان زيارته لليبيا، وإذا لم يحدث ذلك فإن على مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي تحديد منبر تفاوضي تحت إشراف المجتمع الدولي لحل النزاع وحل المشكلة أسوة بما يحدث الآن في السودان من منابر لحل النزاعات في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان مثل منبر أديس أبابا ومنبر الدوحة، وما يحدث في الصحراء الغربية والصومال وغيرها. ويمكن للنزاع الليبي أن ينتهي في وقت أقل مما تستغرقه المشكلات الأخرى التي تعج بها القارة الأفريقية والبلاد العربية على السواء بدءاً من العراق إلى سوريا إلى داعش والحوثيين في اليمن ثم السودان وجنوب السودان والجزائر والمغرب وغيرها.