تزمع قوى تحالف الإجماع الوطني المعارضة، إجراء انتخابات ظل، استباقاً للانتخابات العامة التي أعلنت عنها الحكومة بعد (68) يوماً من الآن، وحسب التصريحات التي أطلقتها المعارضة في هذا الشأن فإن الميقات الزماني المعلن لتلك الانتخابات هو بعد غد الأربعاء، على أن تكون مقار الأحزاب المركزية والفرعية هي مراكز الإقتراع، ويصوت الناخب في تلك الانتخابات على بطاقة واحدة يقول إنه مقاطع لتلك الانتخابات الرسمية. (انتخابات الظل) التي تعتزم تنظيمها قوى المعارضة، ابتدرتها ضمن برنامج مقاطعة الانتخابات، غير ان قوي المعارضة ليست على قلب رجل واحد في الموقف من انتخابات الظل تلك، ففي تصريحات صحفية عن تلك الانتخابات، أفاد أبو بكر يوسف مسؤول الإعلام بحزب المؤتمر السوداني المعارض، عضو تحالف المعارضة بأن قوى المعارضة الفاعلة والمشاركة في انتخابات الظل هي الأحزاب والقوى التي وقعت على وثيقة (نداء السودان) – الوثيقة التي وقعتها قوى معارضة في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا العام الماضي ورفضتها الحكومة. وهذا التحديد الذي تحدث عنه أبوبكر يوسفن يكشف من سيذهب ومن لا يذهب للإدلاء بصوته، حسب موقف قوى المعارضة من وثيقة (نداء السودان)، فحزب الأمة القومي بالرغم من توقيعه على الوثيقة وتبنيها كبرنامج سياسي متقدم على اتفاق (إعلان باريس) – الذي وقعه الحزب مع الجبهة الثورية في باريس – والتمسك بها باعتبارها استكمالاً لأجندته السياسية التي يضيف إليها كلما استجد مستجد على الساحة السياسية، بالرغم من ذلك لن يشارك الأمة القومي لجهة قرار تجميد نشاطه في مؤسسات تحالف قوى الإجماع المعارضة، بسبب الصراع بين الأمة ومكونات المعارضة داخل التحالف حول إعادة هيكلة التحالف بدءاً من تغيير الاسم الى تقسيم الأدوار حسب الأوزان السياسية للمتحالفين، وهو أمر استشفت منه أحزاب المعارضة محاولة من حزب الأمة لبسط سيطرته على كابينة التحالف ومفاوضات حركته، فتم رفض ذلك المقترح، بيد أن قيادات التحالف ظلت في حالة تواصل مع الأمة القومي، تواصل تأزر اجتماعي أكثر من كونه تأزراً سياسياً، خلال الملمات التي ألمت بالحزب وقياداته، منذ إن تقهقرت علاقة الأمام الصادق المهدي رئيس الحزب مع نظام الحكم في الخرطوم مايو الماضي، والذي أفضي إلى اعتقال الإمام بسبب توجيهه نقداً شديداً لقوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن والمخابرات، مروراً بتوقيعه على وثيقتي (إعلان باريس) و (نداء السودان)، وختم ذلك بشكوى جهاز الأمن والمخابرات لحزب الأمة القومي أمام مجلس شؤون الأحزاب السياسية لتجميد نشاط الحزب .. والأمة القومي لن يذهب لجهة أن الحزب دائماً ما يقول إنه لن يشارك في عمل لم يكن جزءاً أصيلاً من الأعداد له. حزب المؤتمر الشعبي، بالرغم من إعلانه – منذ وقت مبكر- رفض ومقاطعة الانتخابات المرتقبة، وتمترسه الشديد خلف خيار المقاطعة، إلا أن الشعبي لن يذهب إلى التصويت في انتخابات الظل هذه، لأمرين: الأول أن قوى تحالف الإجماع المعارضة أصدرت قراراً بتجميد نشاط الحزب داخل مؤسسات المعارضة بعد قرار تلبيته لدعوة الحوار الوطني دون شروط المعارضة للانخراط في الحوار، واستمراره في عملية الحوار، بعد إعلان الحكومة عن قيام الانتخابات في موعدها المضروب، والثاني أن الشعبي عبر عن مقاطعته للانتخابات من خلال الاكتفاء بالجلوس في المنزل. طرف ثالث في المعارضة يشارك في انتخابات الظل يمثله حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل، والذي عبر بشدة عن رفضه توقيع قوى الإجماع على وثيقة (نداء السودان) حتى إن محمد ضياء الدين الناطق باسم التحالف استقال من منصبه المسؤول الإعلامي في التحالف باعتبار أن لا يستطيع الحديث بلسانين، أي إن يتحدث بلسان الحزب المبين ويعبر عن رفضه الصريح لإدارة العمل السياسي داخل الهيئة القيادية للتحالف، وفي ذات الوقت يدافع عن موقف التحالف المتعارض مع موقف حزبه، واعتبر محمد ضياء الدين تلك مهمة (صعبة ومستحيلة) فأختار الحديث بلسان الحزب وترك الحديث بلسان التحالف لأخرين. ليس بعيداً عن مقاطعة الانتخابات قوى سياسية معارضة، وهي أحزاب المعارضة المحاورة في لجنة الحوار الوطني المسماة (7+7) والتي نشب خلاف داخلها كاد يتحول إلى عراك بسبب المشاركة وعدم المشاركة في الانتخابات، وبلغ خلافها مبلغاً قامت على إثره بفصل ممثلي حزبي (العدالة) بشارة جمعة أرور، و (الحقيقة الفيدرالي) فضل السيد عيسي شعيب بحجة مشاركتهما في الانتخابات ومفارقة رأي وموقف المجموعة المقاطعة، وهذا طرف في المعارضة لن يشارك يوم الأربعاء خلال التصويت في حملة مقاطعة الانتخابات لسببين: الأول باعتبارها معارضة خارج مظلة التحالف، والثاني لأنها لم تشارك وتوقع على وثيقة (نداء السودان)، وحسب تصريحات حفية منسوبة إلى المستشار السياسي لحزب (الإصلاح الآن) د. أسامة توفيق فإن ليس ثمة تنسيق بين حزبه والمعارضة في حملة المقاطعة المتمثلة في الانتخابات الموازية، بل ومضي إلى وصف الحملة بالتكتيك السياسي الذي يخص الأحزاب السياسية والقوى المعارضة الموقعة على وثيقة (نداء السودان). بعيداً عن الإجراءات الفنية لتلك الانتخابات، فإن حزب المؤتمر السوداني المعارض هو الأكثر حماسة لخوضها، وخلال فترة إعلان المفوضية القومية للانتخابات عن بداية التسجيل وجه الحزب منسوبيه بالذهاب إلى مراكز التسجيل، مخالفاً لموقف الأحزاب التي أعلنت عن مقاطعتها باكراً للانتخابات بدءاً من الامتناع عن التسجيل في كشوفات الناخبين، غير أن للمؤتمر السوداني رؤية رآها بأن يحفظ حقه في التسجيل، وأن يمارس المقاطعة، عبر انتخابات موازية لم تدر في خلد كثيرين. نقلاً عن صحيفة الرأي العام السودانية 2015/2/2م