بقلم : عبد السلام محمد عبد النعيم كتب الاستاذ عثمان قبل أيام مطالبا (بان يعلن الرئيس المنتخب عمر البشير استقالته من حزب المؤتمر الوطني فور اعلان النتيجة..) ليس من المعقول أن يحكم الرئيس بدون حزب مساند وبدون قاعدة جماهيرية ففي أعرق الديمقراطية في العالم يكون الرئيس مدعوما من قاعدة حزبية والا انهارت الحكومة من أول عاصفة سياسية تواجها.. فالانتماء الحزبي ركيزة مهمة في تكوين الحكومة والحديث عن وطن بلا مسميات حزبية كما يدعو له الاستاذ عثمان لا يسنده أي منطق أو حجة في كل العالم يمارس الحكم وتنفذ السياسات بتوجهات حزبية.. ولكن يفضل لأي حكومة أن تكون بوعاء يسع الجميع كل الاحزاب بنسبة معينة في الحكومة المنتخبة بحسب حجم الحزب.. تصريحات فخامة الرئيس عمر البشير قبل أيام في وسائل الاعلام عن نية الحكومة تكوين حكومة قومية في حال فوزها انما تنم عن صدق في التوجه الديمقراطي الصحيح وعن مفهوم قومي مستنير وعن روح طيبة في المشاركة الحزبية وتوسيع قاعدة المشاركة القومية... فالحكومة القومية ستعضد من قوة الحكومة وستقلل هامش التكالب والصراعات الحزبية وستقلل من الأزمات السياسية.. الهجين السياسي من الأحزاب في أي حكومة مطلوب وسيؤدي الي الاستقرار السياسي في السودان.. والمستفيد الأول سيكون الشعب السوداني. اللحظات التي نمر بها حرجه للغاية والمكر الخارجي علينا يزاد يوما بعد يوم.. فالمخرج الوحيد هو المزيد من التصالح بين الأحزاب.. فالحكومة القومية (قطع شك) ستكون المحفز الوحيد للخروج بالسودان الي بر الأمان.. ولا نعني أن تكون الحكومة بلا معارضة في البرلمان فالمعارضة كيان صحي تعمل علي التقويم تقويم السلطة الحاكمة.. المعارضة النزيهة لها دور فعال في مراقبة السلطة وفي تصحيح مسارها ومراقبة الحكومة في أدائها وهذا في مصلحة الحكومة عندما تجد من يقومها أن أخطأت.. فلتكن سياسة الحكومة (اذا أصبنا فأعينوننا واذا أخطأنا فقومونا) اذا كانت الحكومة اصلاً تريد ممارسة رشيدة في الحكم .. المطلوب من الحكومة القادمة والمعارضة التدريب علي التفكير معاً والتخلي عن تقاليدهما المألوفة في تقديس المكايدات والخروج من لعبة (القط والفأر).. لأنها لا تخدم مصالح الوطن. نتمني أن تكون المعارضة في الحكومة القادمة فعالة معارضة صريحة وجادة وجريئة.. تمارس صلاحياتها بحكمة وعقلانية معارضة صادقة وأمينة في طرحها.. معارضة تعمل من اجل مصلحة الوطن ومن أجل التقارب تمنيت لو أن الحكومة القادمة والمعارضة القادمة جلستا معا واتفقنا علي اقرار العمل السياسي.. ميثاق ينظم سلوك الحكومة والمعارضة في أهم بنوده أن تقوم كل من الحكومة والمعارضة بأدوار تخدم مصلحة البلد والمواطنين.. حقيقة من الصعب أن يدير حزب واحد الوطن بمفراده.. الوطن الكبير يحتاج الي ماعون كبير تشارك فيه كل الأطياف الحزبية.. فالحكومة التي تجد مشاركة من بقية الأحزاب حتما ستكون حكومة قوية وثابتة ولن تنحني أمام أي عاصفة تواجهها.. الاستئثار بالسلطة وتغييب الأحزاب الأخري ليس من مصلحة أي حزب حاكم قادم.. فشمولية الأحزاب في السلطة الحاكمة أفضل وأكثر نفعاً لادارة الحكم.. الجميل أن اجواء الانتخابات مرت بسلام دون احتكاكات والخطاب السياسي الحاد للقيادات الحزبية قبيل الانتخابات كان بمثابة سحابة صيف وعدت.. الشعب السوداني شعب طيب لا يحب النزاعات واجواء المشاكل ويتصف بقدر كبير من التسامح.. ودليل ذالك ما طالعتنا به الصحف قبل أيام عن لقاء الحكومة وبعض القيادات الحزبية المعارضة.. والابتسامات المتبادلة بين قيادات حكومية وقيادات حزبية معارضة تدل علي أن الانسان السوداني انسان نادر ومحب للتاف والسلام. في المرحلة القادمة المطلوب من الحكومة والمعارضة العمل يداً واحدة والحفاظ علي الوحدة الوطنية وتفعيل الحوار وكفالة حق مشاركة الجميع في ظل روح التسامح والتعاون علي تنمية السودان في بيئة صحية تسمح بالتنمية الاقتصادية والعمران والنضج السياسي.. وأن تبقي الحكمة ضالة الحكومة القادمة والمعارضة معاً.. وألقاكم.