بالأمس حدث توارد خواطر من الدرجة الأولى بين الزميلين الأستاذ الهندي عز الدين رئيس مجلس إدارة المجهر السياسي والزميل الأستاذ حسين ملاسي الكاتب والمدون المعروف، عمود الهندي جاء بعنوان الإعلان القادم في أمستردام وعمود ملاسي اقترح أن يكون الإعلان المقبل في بيروت لأنها ستدخل الربيع في أبريل... وما أدراك ما ربيع بيروت؟! الهندي قدم نقداً سياسياً متماسكاً في قالب سخرية... وأتمنى أن يقرأ عموده الإمام الصادق المهدي أكثر من مرة، لأن الصادق لديه ما يخسره من سمعة سياسية وتاريخ وإرث حزبي ولكن الحركات المسلحة هي أصلاً لا تطرح نفسها بذات المنهج الذي يتقيد به الصادق المهدي..! أنا التقيت الصادق في مقر إقامته في القاهرة في "مدينة نصر" وكان موضوع برلين قد نضج تماماً، وفي ثنايا كلامه فهمت أن الخطوة المقبلة إعلان برلين وأمسكت سخريتي في إحتراماً وتقديراً للإمام ولكنني كنت بالتأكيد سأسجل إعتراضاً على موضة المواثيق والإعلانات التي لا تفضي على أي شئ..! رغم هذا الموقف إلا أنني أعتقد أن إعلان برلين يعتبر خطوة للوراء من التصعيد الذي بدأ واضحاً في إعلان باريس.. ويمكن ن يكون اعتذاراً ضمنياً مقبولاً.. أشفع به أمام الرئيس لو كانت لدى شفاعة – لأن الإعلان أسقط بعض النقاط من إعلان باريس وما تبعه من مواقف تصعيدية، حيث لا يحتوي إعلان برلين على إسقاط النظام وخيار الإنتفاضة الشعبية.. بالتأكيد الحديث عن إسقاط النظام بالقوة الشعبية يبرر أو يتماهى مع إسقاطه بالعمل العسكري المسلح.. لأن الحديث عن نظام أيل للسقوط بانتفاضة يعني أن مؤسساته لا تمثل الدولة ولا تستحق حمايتها الشرعية والوطنية أو على أقل تقدير لا يعتبر الاعتداء على جيشه إعتداء على جيش تديره حكومة وطنية شرعية..! فقرة من إعلان باريس )اتفق الطرفان أنه لا تناقض بين رغبة شعبنا في حل سلمي شامل في إطار عملية دستورية توقف الحرب وتحقق الانتقال الديمقراطي والانتفاضة السلمية كخيار مجرب ويجب العمل من اجل الحل السلمي كأفضل خياراتنا ومواصلة العمل على درب الانتفاضة طالما ظل النظام يرفض الحل السلمي الشامل). غابت هذه الفقرة وتم الاستعاضة عنها بحديث على شاكلة أن عدم وجود حل سلمي سيؤدي إلى سيناريوهات أخرى نعمل على عدم حدوثها.. يعني موضوع الإنتفاضة الشعبية تم حذفه و"بلعه" مع كوب مياه ألماني التصفية والتصنيع..! تم الإستعاضة عنه بشروط كثيرة لإشباع غرائز الإعلاميين والناشطين في "اللبع" الإسفيري.. ولكنها في النهاية مطالب تفاوضية محلها طاولة الحوار..وبعضها مكرر ومستنسخ من بعضه..! في برلين تأكيد على الحوار.. وهذا أمر جيد ولكن تصريحات الحركة الشعبية وبقية الفصائل هي التي تحدد مصير إعلان برلين.. وبالتحديد تصريحات ياسر عرمان.. لو قال إن إعلان برلين خطوة لإسقاط النظام.. انتهت القصة تماماً وسيتخذ بعد ذلك الإمام الصادق القرار الذي يراه صواباً..! لدي تحليل وليس معلومات أن الصادق المهدي لم يعد مقتنعاً بالتحالف مع أي معسكر.. حكومة أو حركات مسلحة وبالتحديد قطاع الشمال وأنه سيلعب دور الوسيط وإن لم ينجح فيه فإنه سينكب على إصلاح حزبه من الداخل لضمان مصيره ومستقبله وبعدها يعتزل السياسية الداخلية تماماً ويتفرغ للجهود التي يبذلها كمفكر إسلامي لديه دور وإسهامات في قضايا الوسطية والإعتدال والتصدي للتطرف والإرهاب...! نقلاً عن صحيفة السوداني 3/3/215م