ان كان من كلمة بالغة تنطبق بحذافيرها على قوى تحالف جوبا بعدما أخفقت اخفاقاً بائناً في احراز أي نتائج في الانتخابات السودانية العامة فإن هذه الحكمة هي قول الشاعر العربي القديم: عاجز الرأي مضياعُ ُ لفرصته حتى اذا فات أمرُ ُ عاتب القدرا فقد عقدت قوى جوبا مؤخراً مؤتمراً، كانت أبرز سماته انتقادات عنيفة وجهتها الى بعضها بعنف وبانفلات أعصاب، فكل حزب كان ينتقد الآخر، ولم يسلم حزب من مكونات جوبا من خطأ إرتكبه أو موقف خاطئ وقفه لتكون المحصلة النهائية لهذه المأساة، أن قوى جوبا أقرت بأنها لم تكن من الأساس قدر التحدي، ولا يمكنها الآن – بعد أن استبانت الحقيقة – أن تفعل شيئاً ولهذا فإن أقصى ما خرجت به وأروده الناطق باسمها فاروق أبو عيسى هو أنها (وضعت خطة) بحسب تعبير أبو عيسى لما أسمته (مناهضة نتيجة الانتخابات العامة)!! وكان من الطبيعي جداً أن يتعجب المراقبون لتعبير (مناهضة نتيجة الانتخابات العامة)، وأن يدعي أبو عيسى أنهم وضعوا لها خطة، أو بصدد وضع خطة لها! ومكمن التعجب هنا هو أن هذه القوى لم تكن لها خطة منذ خمس سنوات منذ الاعلان عن الانتخابات عند التوقيع على اتفاق نيفاشا شتاء الع2005ام، ولم تكن لهذه القوى خطة حين شرعت مفوضية الانتخابات قبل أشهر في اجراءات العملية الانتخابية، وقد شهدنا كيف كانت هذه القوى في كل مرة تقرر أنها ستقاطع العملية وتارة بأنها وضعت مذكرة هددت بها الحكومة السودانية وانعقدت اجتماعات عديدة وانفضت في ذلك الحين بلا أي نتيجة ولا خطة! وقد بلغت ذروة فشل هذه القوى أنها وحتى حين قررت خوض الانتخابات، وحين بدأت عمليات الاقتراع، ترددت هذه القوى ما بين قوى قررت خوض العملية، ثم انسحبت، ثم عادت، وقوى أخرى لم يكن موقفها واضحاً حتى انتهت عمليات الاقتراع!!، وللمرء هنا أن يتساءل، أين كانت خطة قوى جوبا في الوقت الذي كان هو وقت الخطط بحق وحقيقة؟ بل لندع الآن كل ذلك جانباً، ترى ما هي طبيعة المناهضة التي ستجري ضد نتيجة انتخابات عامة وجدت قبولاً دولياً ولم يطعن فيها أي طرف دولي؟! وحتى لو وضعنا ذلك أيضاً جانباً، فهل قدمت قوى جوبا هذه وقائع أو دعاوي قانونية مسنودة بأدلة قاطعة على مجريات هذه العملية؟!، أم أنها فقط سوف تختط خط الصراخ السياسي، واطلاق التصريحات؟ ولعل الأمر المؤسف ومؤلم حقاً، أن بعض هذه القوى كالحركة الشعبية أقرت بصحة وسلامة العملية الانتخابية وارتضتها رسمياً لدرجة تقديم التهنئة للرئيس البشير ونواب المؤتمر الوطني وحكامه الفائزين. وبعضها – كحزب الأمة بزعامة السيد الصادق المهدي – قال أنه ليس لديه أي موانع من الدخول في (تفاوض) و(تفاهم) مع المؤتمر الوطني بل لم يستبعد بعض قادة الحزب المشاركة! ذات الشئ ينطبق على الحزب الاتحادي بزعامة الميرغني والمؤتمر الشعبي بزعامة الترابي فهي وان تألمت لما آل اليه حالها الاّ أنها لم تمانع ولن تمانع في المشاركة، ما يهدم تماماً قضية (مناهضة النتيجة) المزعومة هذه وتلك لعمري حقيقة مأساة قوى جوبا!!