قال الشاب للرجل المسن الذى كان يجلس بجانبه على مقعد باحد القطارات (ياحاج لو سمحت شيل كراعك من رجلى) فاستنكر الرجل حديثه وقال (الخلى دى كراع وديك رجل شنو؟) هذا الوصف ينطبق تماماً على حديث السيد باقان اموم الامين العام للحركة الشعبية الذى ادلى به للزميلة صحيفة الاحداث في الايام الماضية لنتسآل بعد ذلك (مالذى جعل هذه كراع وتلك رجل) اذ قال (نهنئ البشير بالفوز على الرغم ماشاب العملية الانتخابية من تزوير) وعندما سألته الصحيفة عن الاتهامات التى وجهت للحركة الشعبية بتزوير الانتخابات قال (هذه الاتهمات غير صحيحة تماماً واتمنى ان يثبت اى شخص اننا قمنا بالتزوير) ومن حقنا ان نسأل السيد باقان اى مناخ صالح للتزوير المناح الآمن المطمئن ام المناخ الذى يسوده التوتر ويعلو فيه صوت الرصاص وسؤال اكثر الحاحاً مالذى يجعل الانتخابات نزيهة في الجنوب ومزورة في الشمال ولكن باقان تعامل مع المسألة بمبدأ (الرجل والكراع). ومازال باقان يواصل الحديث ويقع في تناقض ماكان يقع فيه رجل يعتبر رقما فى الحركة الشعبية قال (نهنئ الشعب السوداني باجراء هذه الانتخابات بصورة سلمية في كافة ارجاء البلاد خاصة الجنوب) ضع خط كبير تحت (خاصة الجنوب) ليعود السيد باقان في موضع اخر من الحوار ويقر انه حدثت حالات عنف في بعض المناطق بالجنوب وسيتم (ايضاً لاحظ سيتم وليس تم) فتح تحقيق رسمى وشفاف في تلك الحالات ونحن بدورنا نتحدى باقان لو سجل حدث عنف واحد دعك من احداث في الشمال. ولكن وكالعهد به لم يأت السيد باقان بجديد فهذه هواية ظل يمارسها منذ توقيع اتفاقية السلام وهى تلميع الحركة الشعبية على حساب شريكها المؤتمر الوطنى وشعاره المرفوع ابداً تجريم المؤتمر الوطنى وتبرئة الحركة الشعبية وادمانه لهذه الهواية جعلته فى يوم من الايام وهو في اعلى الهرم التنفيذى حينما كان يشغل وزير رئاسة مجلس الوزراء ينسى او يتانسى انه يشغل ذلك المنصب المرموق ليعتلى المنابر السياسية وينتقد الاداء الحكومى ويتغمس شخصية المعارض الوطنى الغيور والذى ينحاز لقضايا الجماهير في حين انه يقبض جميع مستحقاته مخصصاته وامتيازته بالمليم من الحكومة، مما اوقع الحركة الشعبية في حرج من تلك الخطرفات والهضربات التى يهزئ بها باقان مما اضطرها لاعفائه من المنصب وتفريغه للعمل التنظيمى. وفي جانب اخر طالب السيد باقان رئيس الجمهورية ان يفى بما وعد به ويلتزم بتنفيذ اتفاقية السلام واجراء الاستفتاء في مواعيده اى تناقض يقع فيه هذا الرجل ومشهد الانتخابات الذى تم بالامس يدحض طلب ومطالبة باقان، اذ التزم السيد الرئيس باتفاقية السلام وذلك باصراره على قيام الانتخابات في مواعيدها ولكن السيد باقان ومن سبح في تياره سعوا لتأجيلها بل وضعوا المتاريس والعراقيل والحجج الواهية للحيلولة دون قيامها، الم تكن الانتخابات بنداً اساسياً في الاتفاقية ام هى (سياسة الرجل والكراع) على باقان ومع التحول الديمقراطى الذى حدث عليه ان يحدث تحول داخل نفسه ويتصالح معها قبل ان يتصالح مع الاخرين وبمثل ما قال باقان ان النسبة العالية التى حصل عليها سلفاكير تعبر عن حب الجماهير له ايضاً النسبة التى حصل عليها البشير تعبر عن حب كافة اهل السودان له. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 4/5/2010م