ابتلي الله دارفور بكثير من الابتلاءات ووضع في طريقها الكثير من العقبات والتحديات التي أقعدت الاقليم كثيرا ومن بين تلك العقبات مني أركو مناوي الذي فشل من قبل في اثبات وجوده في المركز ولم يستطع تقديم نفسه كقائد سياسي ناضج تهمه مصلحة المواطن الدارفوري أولا وأخيرا . وطفق الرجل يقدم نفسه كممثل للقضية الدارفورية، وهو كما يعلم القاصي والداني يعد من أولئك الذين يتاجرون بملف دارفور ويتبضعون به في سوق الأجندات الخارجية ويتزيدون به كلما حرضتهم أنفسهم بذلك، يدخلون به القصر الجمهوري في مناصب سيادية كبري يتركون نازحي الإقليم خلف ظهورهم في المعسكرات يتقلبون في رياش الوظيفة ويحصدون امتيازاتها ويعدون عائدها المادي ثم يحرضهم مزاجهم مرة أخري علي الخروج وتبني قضايا الناس رافعين شعار النضال هذه المرة. وذهبت امانى مني في الحكم بعيدا حين طالب مؤخرا بما يسمى بحق تقرير المصير لدارفور ولنا هنا ان نتساءل كم لمني أركو مناوي في دارفور حتي ينام علي قفاه ويطالب بتقرير مصيرنا؟ يأتي رقم كم ضمن مثقفيها وعلمائها وحكمائها ونظارها وعمدها حتي يصعد مثل فأر طريد ويطالب بتقرير المصير؟ ومؤشرات طلب مناوي بحق تقرير المصير تعطي خارطة واضحة لضيق الأفق السياسي للرجل الذي يعيش حالياً -وعن قرب- مأساة دولة جنوب السودان المتطاولة حيث حاق الدمار الماحق -بلا استثناء- الكل، الجيش الشعبي، البنى التحتية، النفط، المدن، المرافق العامة، والأسوأ من كل ذلك أن دولة الجنوب -التي قررت مصيرها حديثاً- تحولت إلى أكوام من المليشيات المسلحة تمارس فوضى القتال، فالكل هناك ضد الكل والأكثر سوءاً من كل ذلك، أن دولة الجنوب ساعة الانفصال كانت تملك جيشاً شعبياً واحداً وكان القادة هناك -على قلة خبرتهم وحنكتهم- تحت لواء واحد فما بالك بحركات دارفور وهي بالعشرات!والسؤال هنا كيف سيكون الحال إذا ما تقرر فصل إقليم دارفور وهو يعج بهذه الحركات المسلحة وبذات المعطيات القبلية الصارخة؟ مناوي في هذه اللحظة يستغل حالة الفوضى الضاربة بأطنابها في دولة الجنوب ويعمل في مجال (المقاولات العسكرية) ويخوض الصراع تحت صفة (مرتزق)! كيف لمثل هؤلاء -وهم بلا أخلاق سودانية دعك من أخلاق أهل دارفور- أن يتطلع لتقرير مصير؟ وللأسف نجد أن مناوي رغم أحلامه بالسيطرة على دارفور إلا أنه لا يملك مؤهلا لذلك وتشهد على ذلك الورطة التي وقع فيها الرجل دولياً خلال وجوده ضمن وفد الثورية الذي قام بجولة الى بعض الدول الأوربية العام الماضي، فالرجل بحسب مرافقين تورط (ورطة نادرة) فى الإجابة عن سؤال صعب وجهه أحد حضور إحدى الندوات التى عقدوها فى روما عاصمة ايطاليا حيث كان السؤال عن سر عقد مناوي لاتفاق أبوجا مع الحكومة السودانية فى العام 2006م .فمناوي المسكين وبعد أن تغيرت ملامح وجهه وابتلع ريقه أجاب (عندما وقعت إتفاق أبوجا مع الحكومة كنت عايز أمرق منو بعد يوم واحد؛ ولكن كانت هنالك فترة انتقالية مع الجنوبيين واستمرار الحرب كان صعب فى ذلك الوقت). فمناوي الآن لم يعد ذلك القائد الميداني القوي الذي كانه في الماضي، ولم تعد حركته ذات وزن قبلي كما كانت في الماضي وأصبح مناوي يعتمد مرتزقة في هجماته ، وحتى أفراده المشاركون في قوات ما يسمى بالجبهة الثورية قد سئموا من التهميش الذي يجدوه من بقية الفصائل المكونة لتلك القوات المتمردة ، فالرجل لديه مرتزقة ولديه كذلك مقدرة مالية آتية من الجنوب . فماتم في أبو كرشولا، للأسف لا يعرف مناوي ولا قواته المقصود منه لأن القوات التي شنت الهجوم قتلت المواطنين واحرقت منازلهم !! عموماً المعطيات التاريخية والشواهد تذهب إلى القول أن مناوى قد حول نفسه وقواته إلى عصابات نهب وقطاع طرق لإيجاد مصادر لإعاشتهم وتسيير أمورهم بعد انقطاع قياداتهم التي تتجول ما بين جوبا ويوغندا عنهم.