تحليل سياسي تم مؤخراً الشروع فى إنفاذ الترتيبات الأمنية الخاصة بإدماج و تسريح قوات حركة مني أركو مناوي ،و لعل العديد من المراقبين يتساءلون الآن عن السبب وراء تأخُر هذه الإجراءات و التى كان من المفترض أن تتم عقب التوقيع على اتفاق أبوجا فى الخامس من مايو 2006 و قد وجهنا هذا السؤال إلى مصادر حكومية ، و أفادنا الدكتور قطبي المهدي القيادي بالمؤتمر الوطني أن السبب يرجع الى مناوي وحده ، حيث ظل يرفض إنفاذ هذه الترتيبات و يماطل بشأنها لكل هذه السنوات دون مبرر واضح . و يشير قياديين بحركة مناوي الى ذات السبب و قد طلب بعضهم حجب اسمه و صفته نظراً لحساسية الموضوع ولكنهم أكدوا أن مناوي وكان يعيش صراعات تنظيمية داخل حركته، وهو ما جعله يبدو متخوفاً باستمرار من إدماج قواته و تسريحها ، ويقول احد القادة القريبين منه الى ان مناوي وصل درجة من الشكوك و المخاوف جعلته يقضي الكثير من وقته فى مناطق تمركز قواته فى بعض أرجاء دارفور وقد تسبب هذا الوضع فى فشله فى بالقيام بأي شئ ذي بال على الصعيد السياسي و التنفيذي فى دارفور ، كما لم يحل تواجده هذا دون تعرض قواته لضربات و هجمات خطيرة من حركة العدل والمساواة و التي كادت ان تقضي عليها. ولا شك ان توقيع خارطة عملية الدمج والتسريح توطئة للشروع الفوري فيها هى خطوة ايجابية بصرف النظر عن موقف ميناوي نفسه، فقد أفادت أنباء عديدة من مصادر متنوعة ان مناوي توجه باتجاه الجنوب و لديه عزم فيما يبدو لإبدال موقفه ، والسعي لإنشاء علاقة جديدة بمعطيات جديدة مع الحركة الشعبية، بل أشارت بعض الأنباء الى أن مناوي يعتزم قيادة هجمات مستقبلاً ضد الحكومة السودانية ولكن الخطوة التى تمت هذه من المرجح ان تحبط محاولاته ان كانت لديه محاولات بالفعل ، إذ يصعب على الرجل ان يترك الفصيل الخاص به فى مثل هذه الظروف ، خاصة و أن الحكومة السودانية تقول - وهى محقة - أنها أبرمت اتفاقية أبوجا فى 5/5/2006 مع فصيل دارفوري وليس مع مناوي بصفة شخصية فى إشارة الى أن الاتفاق يظل سارياً بغض النظر عن عما إذا كان مناوي راضٍ عنه ،و ماضٍ فيه أم لا ، وهذا أمر مهم للغاية لأن الكثيرين من قادة حركته ليسوا راضين عن مواقفه و هو السبب الرئيسي فى المنازعات و المشاكل التى ظلت تقع فى الفترة الماضية بينه و بين بقية قادته. و على أية حالة فان مناوي يبدو فى مفترق طرق ، فقد جسد الفشل ، وهاهي طاقة جديدة تنفتح له إن كان مدركاً لأهميتها و انتهزها و أن لم يكن مدركاً لها فهو دون شك ماضي نحو المجهول !