حضور كثيف لحركة العدل والمساواة في اليومين السابقتين وبأوجه متعددة وفي محاور شتي لكن الظهور الباهت لها هو ما رسمتة القوات المسلحة امس وتحديدا قوات سلاح المهندسين بأم درمان التي خاضت معركة الجسر الشهيرة والتي كبحت جماع حركة خليل ووضعت حدا لتهور تلك القوات التي وصلت المدينة العريقة في العام 2008 احتفي اصحاب الأرض بالذكري الثانية بطريقتهم الخاصة في أجواء تقاسمتها الحماسة والعرضة والهدوء والتحميص لما جري والأهم من ذلك ممارسة صريحة لنقد الذات.. التفاصيل الأولي تمثلت في القصائد والأغاني الحماسية التي غطت المكان وكأنما هناك تنسيق محكم علي ما سيتم تقديمه فكلمات خرجت كالرصاص من شاعر شاب برتبه الرقيب أنشد قلبهم حار وماخذين الرجالة شعار وكان يعني رفاقة في سلاح المهندسين أما الذين تغنوا بالملحمة ذائعة الصيت (توكلنا علي الله والله اكبر) رددوا بشكل لافت في متنها كلمات نسقيهو السم يغلي مقطر وهي رسالة معلومة الوجهة. ولكن تفاصيل ما جري قبل نحو عامين ويوم تم سرده في ختام الاحتفال الذي احتضنه سلاح المهندسين في صباح باكر من يوم امس والذي شرفه قائد المنطقة المركزية اللواء ركن ميرغني عكود وقائد فرقة الحرس الجمهوري اللواء ركن خالد حماد التي جاءت أي التفاصيل علي لسان قائد سلاح المهندسين اللواء ركن مهندس حسن صالح عمر الذي عرض مع عساكره في لحظات ادارت ظهرها للرتب العسكرية ومدت لها لسانها شاخرة!! حيث تولي حسن التمحيص الذي ذكرنها انفا بتقديمه لتحليل عسكري بحت للهجوم الذي وقع علي ام درمان ولطالما كان كذلك فان انتقادا صريحا وجه للذين يدورون في حلبة سياسية وبدأ القائد حديثه بالاشارة الي موقع الخرطوم في العمق والذي اعتبره ميزة تفضيلية مما شكل عنصر حماية لها في مقابل وجود مدينة ام درمان في منطقة مكشوفة ما أوجد لها خصوصية تقابل التهديد وعاد حسن بالذكري الي أحداث يوليو 1976 حيث جاء دخول المعارضين لنظام مايو عبر أراضيها. وقال صالح ان ما جري عصر العاشر من مايو كان مخاطرة عسكرية صريحة أنتفت فيها عناصر المفأجاة واستدل باعتماد حركة العدل في خطتها علي الطابور الخامس بنسبة 90% من واقع حملهم لكميات من السلاح يفوق عدد قوتهم!! بجانب عدم معرفتهم بمداخل ومخارج المدينة ونبه الي أن المحاولات الجاهدة لقوات العدل لتحاشي مواجهة القوات المسلحة أدي الي تعطيل خطتهم من دخول أم درمان عند السادسة من صباح الجمعة الي الثالثة عصر السبت وأقر بعدم وجود خطة مسبقة من جانبهم رغم نجاحهم في دحر القوات الغازية وأن النتائج ستكون أفضل لو كانت هناك خطة معدة – طبعاً له – وعاد وقال: (المكاسب التي نحققناها في الساعة والنصف لحظة الهجوم لم نحققها في دارفور طيلة ثلاث سنوات ). لكن بالمقابل كانت هناك خسارة سياسية أشار اليها لمتحدث تمثلت في خطف العدل والمساواة للأضواء.. ولفت اللواء حسن الانتباه الي أن قواته سبقت جماعات العدل قبل نحو ساعة ونصف وتسلمت البنايات العالية خاصة التي تقع قبالة أسلحة المهندسين والموسيقي والمدفعية (منطقة المهندسين) والا لكانوا اضطروا للدخول في تبادل اطلاق نار لو حدث العكس!! اللواء حسن كان جريئاً في تحليله لما تعرضت له أم درمان حينذاك لكنه بكل حال ومهما يكن من أمر لولا وجودهم لكان مصطلح الذراع الطويل الذي اطلقته حركة العدل والمساواة علي هجومها علي أم درمان بحق وحقيقة ولامتدت تلك الذراع شرق جسر الانقاذ!!. نقلا عن صحيفة الأنتباهة السودانية 11/5/2010م