إنه صالون الحوار الوطني الذي نظمته أمانة الإعلام بحزب المؤتمر الوطني ودعت له رؤساء تحرير الصحف وقادة الأجهزة الإعلامية وكتاب الأعمدة وبعض المحررين الصحفيين ومراسلي الفضائيات ووكالات الأنباء أمس الاثنين وأمة جمع من هذه الفئات، كان الموضوع المطروح للحوار بين بعض ممثلي الأحزاب السياسية المشاركة في الحوار الوطني الأستاذ فضل السيد شعيب رئيس حزب الحقيقة الفيدرالي والاستاذ كمال عمر نائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي وحامد ممتاز أمين العلاقات السياسية بالمؤتمر الوطني للتفاكر حول الحوار الوطني مع بعض قيادات العمل الإعلامي ليقدم الإعلام رأيه في ملعب الساسة ولا يكتفي فقط بنقل ما يدور أو التعليق عليه للرأي العام عند النقل، وكانت النقطة الجوهرية التي دار حولها الحديث وتركز عليها السجال والجدل هي الدعوة التي أطلقها فضل السيد شعيب بأن تقدم الأحزاب السياسية السودانية مجتمعة اعتذار للشعب السوداني بمناسبة انطلاق الحوار الوطني لأنها أخفقت في إدارة الشأن الوطني ولم تفلح في تقديم تجربة حكم ناصعة تضع الشعب السوداني في موضعه الصحيح، بل ذهب أكثر من ذلك بأن تعتذر الأحزاب السياسية لكل امرأة عانت في أن تحصل على ولادة ميسرة في أرياف السودان لعدم توافر الخدمات الطبية المناسبة لها، ولكل مبدع لم يتمكن من تطوير وتقديم ابداعه نظراً للإمكانيات. دعوى الاعتذار تلك من شعيب، والتي سبقها اقرار ضمني من حامد ممتاز بأن مشكلات السودان المتوارثة منذ الاستقلال ترجع إلى غياب الاجماع الوطني على القضايا الوطنية وان الحوار الوطني هو مسعى من حزبه والحكومة التي يقودها الحزب للوصول الى حلول لكل تلك المشكلات والأزمات، إلا أن الزميل الصحفي د. الباقر أحمد عبد الله الذي أعلن أن حزبه الذي ينتمي إليه (الاتحادي الاصل) مساند للحوار ومستعد لفدائه بكل ما يملك لينجح، خالف شعيب الرأي في دعوته للاعتراف والتباكي على الماضي وتقديم الاعتذار قائلاً بأن الحوار الوطني نظرة للإمام وليس حائط مبكي. حاشية : يبقى الثابت في الفكرة المركزية للحوار أن اختلاف الاحزاب السياسية يدفع ثمنه الشعب السوداني سواء كان ذلك في عهود الحكم الوطني المختلفة منذ الاستقلال الى اليوم أو حتى في موقف الاحزاب من الحوار الوطني الماثل، وما تحتاج الاحزاب لاثباته للمواطن السوداني الذي تدعي أنها تمثله – وغني عن التعريف أن المنتمين للاحزاب نسبتهم متدنية في كل العالم مقارنة بغير المنتمين – لذا فإن الكيفية الوحيدة التي يمكن لها أن تثبت بها تمثيلها للمواطن هو تبنيها لأجندته في الاستقرار السياسي والرفاه الاقتصادي لا أجندتها هي المتمترسة حول تداول السلطة والصراع عليها، وإلا فإن الشعب الذي هو مصدر السلطات وصاحب الحق الاصيل سيسحب عنها البساط وسيلتف حول الحوار المجتمعي الذي لا يزال منبره مفتوحاً، وعندها ستفقد الاحزاب موضوعيتها وشرعيتها المزعومة، ولن يفيدها يومئد اعتذارها كما تقول الاغنية السودانية. نقلاً عن صحيفة الرأي العام 6/10/2015م