٭ تأتي زيارة رئيس الجمهورية المشير البشير للإمارات، هذه المرة في مرحلة حرجة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط والدول العربية بالتحديد، لما تشهده من منعطفات خطيرة تهدد استقرار المنطقة برمتها، ورغم أن المباحثات التي أجراها الرئيس البشير مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ركزت حول محاربة التطرف والإرهاب والقضاء على الجماعات الإرهابية، باعتبارها من القضايا التي تؤرق المنطقة، إلا أن الزيارة لا تخلو من الطابع الاقتصادي باعتبار أن وفد الرئيس ضم وزراء المالية والكهرباء والسدود والتجارة والخارجية، مما أضفى على الزيارة الطابع الاقتصادي. ٭ زيارة تعدد أغراض ويرى الخبير الاقتصادي د. عبدالله الرمادي أن الزيارة يغلب عليها الطابع الاقتصادي، مشيراً إلى أن العلاقات بين السودان ودول الخليج في أفضل حالاتها، وتوقع أن تخفف هذه الزيارة من الحظر الاقتصادي المفروض من الدول الأوربية وأمريكا على البلاد، ولم يستبعد الرمادي أن تعقب الزيارة توقيع بعض الاتفاقيات الاقتصادية في مشاريع البنية التحتية ومشروعات انتاجية من خلال الاستثمار في القطاعات الزراعية وإنتاج الثروة الحيوانية والصناعية، كل ذلك سيصب ايجاباً في تحريك عجلة الاقتصاد في السودان، وأشار إلى أن التعاون تأخر كثيراً واصفاً الانقطاع الذي حدث بغير المبرر، ولكن أن تاتي متاخراً خيراً من أن لا تاتي أبداً. ٭ نتائج ايجابية وبالمقابل قال الخبير الأمني عميد م. حسن بيومي إن هنالك نوافذ مفتوحة في العلاقة بين البلدين، وأضاف أن الزيارة يمكن أن تحقق نتائج كبيره، خاصة وأن السودان يعاني من مشاكل عديدة مثل الغاز والبنزين وعدم استقرار سعر الصرف ويسعى لحل مشاكل تشغيل المحطات الحرارية، وأشار في حديثه ل(آخر لحظة) إلى أن حل هذه المشكلات يكمن في أن يحقق للحكومة الرضا الشعبي، ولم يستبعد بيومي أن يحضر الرئيس البشير احتفالات الإمارات بأعياد استقلالها المتزامنة مع الزيارة في الأيام المقبلة، خاصة وأن الزيارة مفتوحة ولم تحدد فيها مدة محددة. ٭ وفي ذات السياق أكد الخبير الأمني العميد م. هاشم البدري أن الزيارة تاتي نتيجة للتعاون السابق بين السودان والإمارات، ومشاركتهم في عاصفة الحزم، وقال البدري إن العلاقة بين البلدين يمكن أن تشهد تعاوناً وتطوراً كبيراً إذا ابتعدت القيادة الإماراتية عن نظرتها للعلاقة بينهم وبين النظام القائم في الخرطوم نظرة عقائدية، وربطته بالأخوان المسلمين، وفي حال تركزت العلاقة في المصالح المشتركة فاننا سنكون أمام عهد جديد للعلاقة بين الدولتين . ٭ تطور العلاقة ويقول القيادي بالمؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي إن العلاقات السودانية الإماراتية في قمتها حالياً، مقارنة بما كانت عليه في السابق، واصفاً العلاقة بالتاريخية والمتجذرة والمتميزة، وتوقع ربيع أن تنعكس هذه الزيارة على كافة المناحي الاقتصادية والأمنية والسياسية باعتبارها زيارة أكبر من أن نحددها ونتوقع نتائجها، وأعرب عن أمله في أن تكون قاعدة للانطلاق بعد الاستفادة من تجارب الماضي، وأشار إلى أنها ستساعد في الاستثمار، وتوقع تكوين لجنة لمناقشة التفاهمات، وما يتم التوقيع عليه. ٭ عودة للمسار الطبيعي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة أم درمان الإسلامية هاشم قريب الله أشار إلى أن العلاقات بين السودان والإمارات قديمة، وبداياتها كانت بالتحالف السوداني الإماراتي في بداية السبعينيات، وأعقبها زيارة الرئيس الإماراتي للسودان، والتي زار فيها معظم مدن السودان، وكان الهدف من تلك الزيارة الاستفاده من السودان وخبراته في تطوير الدولة الجديدة، معللاً باختيار كمال حمزة كأول رئيس لبلدية دبي، وقال إن الزيارة تأتي باعتبارها عودة للمسار الطبيعي لعلاقات البلدين بعد الفتور الذي حدث في الفترة السابقة، وتوقع هاشم أن يكون لها مؤشر كبير وخاصه من الناحية الاقتصادية باعتبارها الجانب الأضعف الآن بعد تقارب الرؤى بين البلدين والانفراجات في المستوى السياسي، باعتبار أن الإمارات من الدول التي كان لها عداء واضح تجاه تنظيم الأخوان المسلمين، لأنه يشكل خطراً على البيئة السياسية لها، ولكن تصريح الرئيس البشير قبل أشهر، وإعلان موقفه بعدم التعاون مع تنظيم الأخوان المسلمين، وعدم وجود أي صلة بهم، بالإضافة لموقف السودان المتضامن مع الإمارات في حقها تجاه الجزر الثلاث التي تحتلها إيران، ومشاركة السودان بجانب حلف دول الخليج في عاصفة الحزم، معتبراً أن هذه الإضاءات والإشراقات في الجانب السياسي بين البلدين فتحت بابا جديداً أوسع مما كان للتعاون والاستثمار، وأشار إلى أن السودان خلال هذه الزيارة المهمة يطمح أن تزيد الإمارات اسثماراتها لما تتمتع به من امكانيات ورؤوس أموال ضحمة في مشاريع حيوية. نقلا عن صحيفة آخر لحظة 30/11/2015م