باتت الأوضاع داخل لجان الحوار الوطني تشير الى انسجام شبه كامل من الاعضاء المشاركين في الحوار الوطني بعد التمديد الذي أعلنته آلية الحوار الوطني (7+7) وزادت فيه أجل الحوار التي حددتها في السابق، وكان التمديد موضوع نقاش داخل أروقة قاعة الصداقة من أعضاء لجان الحوار واصبح الحديث حوله يزيد يوماً بعد يوم وتحديداً عقب اعلان تمديد الحوار، وبالامس شهدت أروقة الحوار الوطني زيارة لوفد من مجلس الولايات يقوده رئيس المجلس عمر سليمان للجان الحوار والوقوف على آخر تطورات الحوار الوطني حيث صادفت الوفد لجنتا (السلام والوحدة والهوية). (بالحوار (2016م) عاماً للسلام والوحدة)، هذا الشعار رفعته لجنة السلام والوحدة عبر مخرجات تحل كل أزمات التي تقف في طرق السلام والوحدة، وطالب عدد من قيادات الإدارة الاهلية بالبلاد لجان الحوار الوطنى الست بضرورة وضع مقترحات تعيد للادارة الأهلية هيبتها وسلطتها التى وصفوها بالمسلوبة وفى ذات الوقت أكد عضو آلية الحوار الوطنى (7+7) فضل سيد شعيب وقوفهم مع الادارة الأهلية بإعتبارها واحدة من أهم آليات الحكم فى البلاد فى المراحل السابقة، وقدم الامين العام للحوار الوطنى البروفيسور هاشم على سالم تنويراً شاملاً لممثلين من الادارة الأهلية حول مجريات الحوار، وأكدت قيادات الأهلية دعمها الكامل للحوار الوطنى الذى وصفته بالمخرج الوحيد لأزمات البلاد. وفى ذات السياق، أعلنت لجنة السلام والوحدة عن العام 2016م سيكون عاماً للسلام والوحدة بالبلاد، وقال الأب فيلوثاوس فرج عضو اللجنة فى تصريحات صحفية امس بالمركز الإعلامى بقاعة الصداقة ان اللجنة تتفاعل مع كل قضايا الشعب السودانى وانهم الآن يتطلعون الى تحقيق مخرجات ترضي وتلبي طموحات قطاعات الشعب كافة ، واوضح فرج ان اللجنة حتى الآن تمكنت من عقد (28) جلسة ناقشت خلالها نحو (127) ورقة قدمتها الأحزاب والحركات المسلحة المشاركة فى الحوار الوطنى، وتوقع فرج زيارة مرتقبة لرئيس الجمهور الى اللجنة فى الأيام القادمة ، وتمنى الأب فرج أن تعود الوحدة بين الشمال والجنوب قريباً. وفى ذات الاتجاه، تفقد وفد من مجلس الولايات لجان الحوار الوطنى والتقى الوفد بالأمين العام للحوار البروفيسور هاشم على سالم الذى اطلع الوفد على مجريات الحوار حتى الآن، وقال عمر سليمان رئيس المجلس، إن الوفد حضر جزءاً من مداولات لجنتي (السلام والوحدة والهوية) وتلمس الوفد جدية كبيرة من المتحاورين من خلال طرحهم ومداولاتها لمشكلات البلاد واكد سليمان ان مخرجات الحوارالوطنى ستعمل على حل كافة المشاكل التى يعاني منها السودان. وفي غضون ذلك، استمرت لجنة الهوية في نقاشها حول تحديد هوية جامعة للسودان، وقال سليمان ادريس ممثل حزب الحركة الشعبية أصحاب القضية (مجموعة الاصلاح) بلجنة الهوية، ان اللجنة شهدت محاضرة قدمها البروفيسور نور الدين ساتي تحدث عن المرجعيات الفكرية وأهمية انتاج المجتمع فكريا وان يستوعب هذا المجتمع الأدباء والشعراء والكتاب خلال عملية التنوع، وأضاف إدريس في حديثه ل (الرأي العام) أن المحاضرة تحدثت عن الدبلوماسية الشعبية حيث قال المحاضر ساتي لأعضاء اللجنة إن السودان لديه امتدادٌ كبيرٌ في شرق افريقيا ولكن للأسف هذا الامتداد لم يجد حظه من الاهتمام وإن التاريخ يجب أن يُصاغ ويُنشر بشكل جديد ومن الافضل ان تكون هوية السودان سودانوية، وأشار ادريس إلى ان اأضاء اللجنة طالبوا بتفسير عن تمديد أجل الحوار وبعدها جاء الرد من الأمانة العامة بأن الحوار مفتوح لكل الناس لذلك تم تمديده لمدة شهر فقط. فيما قال فهد حسن داؤود ممثل حزب الدعم الوطني بلجنة الهوية، إن من أبرز الأوراق التي قدمت للجنة ورقة نور الدين ساتي بعنوان(الهوية السودانية بين التنظير والممارسة)، واشار فهد الى ان الورقة كانت ممتازة ووجدت الاشادة من من الأعضاء، بالاضافة الى ان الورقة أوصت بان تلعب الهوية دوراً أساسياً في بناء الوطن وصياغة الدستور والقوانين تضم قضية الهوية بداخلها. وأكد انه يوجد غياب للحريات والديمقراطية أدت لانعكاس سالب على الهوية. وقال فهد ل (الرأي العام)ان رئيس مجلس الولايات عمر سليمان ونوابه زاروا لجنة الهوية وتحدث عمر سليمان في اللجنة عن أهمية لجنة الهوية، واشار ان هذا اللجنة هي أساس الحوار والدولة السودانية تُبنى على اساس تحديد الهوية وعندما تحدد الهوية تضع لها قوانين تجرم او تدين كل من يتعدى على الآخر وتجعلنا نتعايش في توافق وسلام دائم، ورأى فهد ان المشكلة ليست في القانون ولكن ترجع في تطبيق القانون وهنالك دساتير تتحدث عن الهوية وتضع لها قوانين ولكن لم تطبق بصورة صحيحة لذلك اصبحت الأنظمة لاتحكم بالقوانين وهذا ما قادنا الى الازمة، وطالب فهد بتطبيق القانون ولايكون أحد فوقه حتى لو كان سياسياً. ومن جهته، قال أحمد ابراهيم (عرديبه) ممثل حزب التجديد الديمقراطي بلجنة الهوية، ان كل الأعضاء داخل اللجنة اتفقوا على هوية سودانوية والطرح كان وافياً من الأعضاء المشاركين، وأشار أحمد في حديثه ل (الرأي العام) أمس أن الأعضاء تحدثوا خلال اللجنة إن الدين عنصر أساسي في تكوين القومية، ونوه خلال تقديم ورقته باللجنة ان السودان قطر متعدد الأعراق والثقافات ولابد من التأكيد والاعتراف بالتعدد من خلال القيام بديمقراطية ترفض كل دروب القهر والتسلط والايمان بوحدة السودان شعباً وتراباً وتراعي كل المكونات والاعتراف بالتنوع الديني والثقافي والمساواة التامة لكل أهل السودان دستورياً والمواطنة أصل الحقوق والواجبات. وفي ذات الاتجاه، قال محمد حسن هواري ممثل حزب الحركة الشعبية الديمقراطية بلجنة الهوية، ان عدداً من اللجان تحدث عقب قرار التمديد الذي أعلنته آلية الحوار الوطني(7+7) في اليومين الماضيين عن موضوع النثريات. واشاروا الى أهمية النثريات وخصوصا ان الحوار تم تمديده، واشار الى وجود اتجاه باستخراج نثريات للأعضاء، وعن لجنة الهوية، أبان هواري ان أعمال اللجنة تسير بصورة طيبة والأعضاء أجمعوا على هوية سودانوية بجانب ان اللجنة الآن بصدد صياغة توصيات اللجنة. نقلا عن صحيفة الرأي العام 31/12/2015م
