تعودت بعض المجموعات المحسوبة على المعارضة بالخارج أن تتحين فرص وصول مسؤولين في حكومة السودان إلى عاصمة أوربية أو مدنية أمريكية لتمارس سلوكاً (بربرياً) بتخريب لقاء أو ندوة يخاطبها المسؤول الحكومي بدلاً من مواجهة الكلام بالكلام، والحجة بالحجة، والمنطق بالمنطق، والتضليل بالمعلومات، لكنهم للأسف لم يتعلموا من (الغرب) غير القليل من الانجليزية!! هذا السلوك الهمجي حدث قبل عدة سنوات مع مساعد رئيس الجمهورية السابق الدكتور نافع علي نافع خلال لقاء مع الجالية نظمته سفارتنا في لندن ثم مع زعماء ونظار القبائل في رحلة رجل الأعمال عصام الشيخ إلى دولة العقوبات بتنظيم من السفارة الأمريكية ب"الخرطوم"، وتكرر المشهد قبل أيام قلائل مع رئيس البرلمان البروفيسور "إبراهيم احمد عمر" في ما سمي (تنويراً) عن الأوضاع بالسودان مع عدد محدود من الجالية السودانية في "نيويورك". كل ما تهدف إليه هذه الفئة الباغية من (الثوار الأحرار) أن يهتفوا ضد مبعوث (المؤتمر الوطني)، ويشتمونه ويتوعدونه هو نظامه الملعون بالويل والثبور وعظائم الأمور.. قبل السقوط والرحيل إلى مزيلة التاريخ! (5) أو (6) أشخاص من عدد لا يتجاوز بضع عشران من بني السودان المهاجرين إلى بلاد (العم سام)- حسبما شاهدت في فيديو منتشر بالواتس آب – قاطعوا البروف المحترم إبراهيم احمد عمر بهتافات غير داوية، ثم خرجوا بعد أن صوروا أنفسهم بكاميرات الهواتف الذكية، ثم نشروا المقطع في الشبكات إلى أن بلغ قرى وحضر السودان، بجانب (إيميلات) بعض المنظمات الأمريكية الصهيونية الداعمة وقد كان هذا اكبر همهم ومبلغ علمهم!! ويبدو واضحاً أن منفذي (مقطع الفيديو) من منسوبي إحدى حركات دارفور الذين لا يعرفون شيئاً عن السودان وساسته في الحكومة أو المعارضة، وإلا لما صرخوا في وجه البروف المهذب، (قاتل.. قاتل إبراهيم عمر.. مجرم مجرم إبراهيم عمر.. لص لص إبراهيم عمر)!! ولأنهم لا يعرفون الفرق بين إبراهيم احمد عمر والراحل إبراهيم احمد عبد الكريم، فقد كان لابد أن يصفوا الرجل ب(القاتل) في إشارة إلى عمليات القوات المسلحة الباسلة في مواجهة الحركات وحواضنها بدارفور، والرجل ليس (فريقاً) في الجيس، ولا (لواء) في قوات الدعم السريع، هذا اذا سلمنا جدلاً بأن قادة القوات النظامية الذين يواجهون تمرداً لئيماً أحرق أخضر دارفور ويابسها، يستحقون تلك الأوصاف الجزافية، ولأنهم لا يعفون، فإنهم أعتبروا البروف الزاهد من (تجار الجبهة) الذين أفلسوا، وحل محلهم (تجار الغفلة) من مختلف الاتجاهات السياسية بما في ذلك فصائل (اليسار)، وهم لا يعلمون أن إبراهيم عمر الذي قذفوه زوراً وبهتاناً، ما يزال يسكن في بيت أبيه وأمه بحي (القلعة) محطة (مكي ود عروسة) في قلب حبيبتنا أم درمان، وهو الحي الذي غنى لإحدى حسانه شاعر (الحقيبة) الكبير صالح عبد السيد – أبو صلاح (بدور القلعة وجوهرا..). إبراهيم عمر أيها (الثوار الأحرار) لا يقطن الرياض ولا المنشية، ولا يملك فيلا في قاردن سيتي مع انه دستوري في مختلف المواقع الرفيعة لنحو ربع قرن إلا قليلاً، بينما تطاول في البنيان بتلك الأحياء الراقية سماسرة السياسة من كل الأحزاب، وأثرى غمار الكوادر الوسيطة وصغارها من (الإسلاميين) وغيرهم، وبقى إبراهيم في القلعة وسط الفقراء فخوراً بأمدرمانه المهملة!! أعزائي مناضلو "نيويورك".. صحيح أن رسالتكم وصلت كما كان يردد أحدكم في نهاية الفيديو وهو يسحبكم للخارج : (الرسالة وصلت.. الرسالة وصلت)، ولكنها وصلت معكوسة إلى الملايين الذين يعرفون إبراهيم ولا تعرفونه، فكان الفيديو مسخرة عليكم، ومضحكة على مستوى (الهرجلة) و(العبثية) التي يعيشها حملة الجوازات الأمريكية الذين ما يزالون يزعمون أنهم (سودانيون) بالمشاعر مع أنهم أدوا قسم الولاء لعلم الولاياتالمتحدةالأمريكية أو في انتظار أن يفعلوا على أحر من الجمر!! خربوا الندوات والمحاضرات، كما كان يخرب (سكارى) المدن والقرى حفلات الأعراس فتتطاير الكراسي وينتهي الفرح!! ولكن يجب أن تفهموا جيداً أن الثورة في مصر، تونس أو أي بلد عربي أو أفريقي لم تنطلق شرارتها يوماً.. من "نيويورك"!! الثورات في السودان اندلعت في الخرطوم من زمن أكتوبر إلى مارس – أبريل. أما سفاراتنا في أوربا وأمريكا فتقول للقائمين على تصريف أمورها : ( تنوير شنو.. وجاليات شنو..؟! تنوير لخمسين شخص عارفين عن السودان أكثر منكم، عشان يحصل زي الحصل دا؟!! شوفوا شغلكم.. وكافحوا العقوبات الأمريكية بمخارج ومهابط دبلوماسية كما فعلت دبلوماسية "إيران" و"سوريا". وكفانا مهازل. نقلاً عن صحيفة المجهر 15/2/2016م