حلقة أخرى من مسلسل عودة الإمام تعرض هذه الايام على شاشات حزب الأمة القومي مسرحها هذه المرة المركز العام حين يستضيف اليومين القادميين اجتماع اعضاء المكتب السياسي للحزب لمناقشة الاوضاع بالحزب بجانب لم الشمل بجانب مناقشة ترتيبات عودة الإمام الصادق المهدي رئيس الحزب للبلاد. هذه العودة سبق وإن صرح الأمام الصادق المهدي لأكثر من مرة بأنه لن يجعل عودته إلى البلاد محل مساومة، لافتاً إلى أنه سيعود للبلاد بعد فراغه من مهامه بتكملة اتفاق (إعلان باريس – نداء السودان) حول ميثاق النظام الجديد، والاتفاق مع قوى المعارضة، الأمر الذي جعل المراقبون وقتذاك ينظرون إلى صعوبة مسألة عودته إلى الخرطوم في الوقت الراهن، ويشيرون إلى أن تطبيق هذا البرنامج ربما يعقد من أزمته مع الحكومة السودانية، رغم استمرار نجله عبد الرحمن في قيادة الوساطة بينه والخرطوم لحل الخلاف بينهما، رغم إقرار الصادق المهدي المقيم في القاهرة باتصالات يجريها نجله عبد الرحمن لإصلاح العلاقة بين حزبه والحكومة، وإشارته إلى أن الحكومة ترسل له كل يوم مبعوثاً، إلا إنه رهن قبول (الوساطة) بوجود آلية (دولية) وفقاً لمنظومة اتفاق (نداء السودان) الذي وقعه مع تحالف (الجبهة الثورية)، لافتاً إلى أن النظام إذا أراد أن يقول أي شيء فعليه اللجوء إلى الآليات الدولية المعتمدة أما الأشياء الأخرى فلا داعي لها، مغلقاً الباب أمام كل الوساطات التي تقودها الجهات المختلفة الساعية إلى إرجاعه إلى الخرطوم، رغم أنه أوضح أن وجوده داخل السودان أفيد بكثير من وجوده في الخارج، لكن يبدو أن المعطيات التي طرأت على الساحة السياسية بعد انطلاق الحوار الوطني قد غيرت من رأيه. وكان الصادق المهدي، قد ابدى استعداده للعودة إلى بلاده ، مشيراً إلى أنه ترك تحديد الموعد النهائي لعودته إلى الخرطوم لقيادات حزبه وقوى نداء السودان وإعلان باريس محذراً في نفس الوقت من ضياع ما أسماها بالفرصة التاريخية أمام البلاد، ووجه المهدي من مقر إقامته بالقاهرة كلمة أكد فيها إنه سبق أن ربط عودته إلى البلاد بثلاث مناسبات تتمثل أولها في عقد لقاء جامع بين قوى المعارضة، وهو ما تقرر عقده في منتصف نوفمبر الماضي ، والثانية هي حتمية الوجود في الداخل لمؤتمر طرح نداء لاستنهاض الأمتين العربية والإسلامية، أما المناسبة الثالثة فهي عقد مؤتمر دولي تحت مظلة نادي مدريد لتناول قضايا اضطراب المنطقة، والدور الدولي في تأجيج الأزمات، فضلاً عن الدور المنشود في احتوائها، وحث المهدي، الوساطة الأفريقية لتوجيه الدعوة بموجب قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي، لعقد اجتماع يضم ممثلي الطرفين من أهل السودان، وهما النظام وحلفاؤه وقوى المعارضة الجامعة.وعرف الصادق المهدي بتقلب الخيارات في الآونة الأخيرة ، كماعرف بالمراوغة السياسية على مر التاريخ ويمكن ان يعود للخرطوم في اقرب وقت ممكن ، إذا فعودة الصادق المهدي الى البلاد أمر وارد وبنسبة كبيرة في الفترة القادمة وكان القيادي بحزب الأمة الدكتور بكري عديل قد صرح في وقت سابق مؤكدا عودة الصادق المهدي الى السودان أمر وارد الحدوث خاصة وأن الإمام الصادق المهدي يسعي لطي صفحة الماضي من اجل مستقبل باهر للسودان وهذا الأمر ربما يساهم في معانقة الصادق المهدي للبلاد في القريب العاجل عموما فالسيد الصادق لا يرجى منه الشعب السوداني الذي منحه أكثر من فرصة في السلطة كثير رجاء .فالشعب السوداني وبعد كل هذه السنين الطوال يدرك تماما أن التحليل النفسي لتناقضات الصادق قد تكون من نتائجه أنه يعاني من اضطراب في الشخصية أو من صراعات نفسية دفعته لكل هذه التناقضات ، فحالة عدم الاستقرار النفسي أو الاضطراب العاطفي حالة يعاني منها الأصحاء كما يعاني منها غير الأصحاء.