انطلقت أمس في الدوحة جولة جديدة من مفاوضات السلام في دارفور بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة المتمردة، وفي غياب حركة العدل والمساواة كبرى الفصائل المتمردة في دارفور. وعبر رئيس الوفد المفاوض للحكومة السودانية امين عمر في كلمته في افتتاح الجولة عن تفاؤله بتوقيع اتفاق نهائي مع حركة التحرير للعدالة. وقال "نحن نؤكد اننا نخوض المفاوضات لاحراز اتفاق نهائي وسنتفاوض بنية حسنة ومعالم الطريق واضحة ونحن لن نبدأ من الصفر وانما من الاتفاق الاطاري" الذي تم التوقيع عليه في السابق. من جانبه، قال رئيس الوفد المفاوض للحكومة السودانية "سنظل نبحث عن السلام ولكن نقول هذه الجولة هي الاخيرة تفاؤلا باننا سنتوصل الى حل" في اشارة الى تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير حول ان هذه الجولة من المفاوضات هي الاخيرة. من جانبه، حدد رئيس حركة التحرير والعدالة التيجاني السيسي في كلمته شروط التوصل الى سلام وقال "لن يحدث تقدم الا بعدة شروط منها بناء الحكم الديموقراطي المدني واحترام الدستور وتطوير سياسة عقلانية في الداخل والخارج وتحقيق التنمية الوطنية". وعبر السيسي عن تمسك حركته بوحدة السودان بعد استفتاء تقرير المصير المقرر في جنوب السودان في يناير المقبل. من جانبه دعا الوسيط القطري وزير الدولة للشؤون الخارجية احمد بن عبدالله آل محمود باقي الحركات المتمردة للالتحاق بالمفاوضات. وقال "نتمنى ان يحقق الاجتماع النتائج المرجوة وان يلتحق اخواننا الآخرون من دون استثناء احد والوساطة صدرها منفتح للجميع". ودعا بيان للوساطة القطرية والدولية يوم الاحد حركة العدل والمساواة للاتحاق بالمفاوضات. وقال البيان ان "حركة العدل والمساواة لم تستجب بعد للدعوة لاستئناف مفاوضات السلام.. وتؤكد الوساطة مجددا ان مفاوضات سلام الدوحة الشامل سوف تظل مفتوحة لكل الاطراف الراغبة في تحقيق تسوية سلمية لأزمة دارفور". وحثت الوساطة كلا من الحكومة والسودانية وحركة العدل والمساواة على وقف المواجهات العسكرية. ويغيب عن الجولة الجديدة حركة العدل والمساواة التي اعلنت مقاطعتها للمفاوضات مع الحكومة ولكن مع التأكيد ان السلام هو "خيارها الاستراتيجي" وانها لن تتفاوض خارج منبر الدوحة. لكن العمليات القتالية التي اندلعت اخيرا حالت دون عودة وفد الحركة الى الدوحة، فيما تبذل جهود دولية لاقناع زعيم الحركة خليل ابراهيم بالعودة الى المفاوضات. في حين اعلنت الاممالمتحدة في وثيقة سرية حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها أمس ان المعارك في اقليم دارفور السوداني اوقعت في مايو قرابة 600 قتيل، وهي اكبر حصيلة منذ نشر القوة المشتركة الدولية الافريقية في هذا الاقليم عام .2008 واوقعت المواجهات بين حركات التمرد والقوات الحكومية 440 قتيلا في دارفور في مايو، في حين اسفرت المعارك بين القبائل العربية المتخاصمة عن سقوط 126 قتيلا، كما قالت هذه الوثيقة لقوة الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي التي تحدثت من جهة اخرى عن 31 قتيلا على صلة بعمليات قتل او حوادث. ولاحظ جنود القوة الدولية الافريقية اتجاها الى زيادة اعمال العنف في دارفور منذ بداية .2010 ويعود هذا الامر الى المواجهات التي وقعت بين قبائل عربية متخاصمة، غير ان المعارك بين حركات التمرد والقوات الحكومية تفسر ارتفاع هذا الرقم في الشهر الماضي. المصدر: اخبار الخليج 8/6/2010