× أستاذ × ونحن مثلك نعشق الإيجاز . × والطريفي – زعموا – أنه وبعد الحسابات ما عاد يبحث عن جمله لأن الحكاية حساب. وأن الجمل لم يكن مغرماً بالطريفي. × لماذا؟ لأنه جمل.. وهكذا كان فراق الطريفي لي جملو.. × وما بيننا والجنوب هو هذا . × لكن الانفصال ليس تفريقاً بإحسان بل هو خطوة لشيء آخر. × وديبي كان في طرابلس نهار الخميس يجتمع بخليل إبراهيم يطلب منه اللحاق بالدوحة.. × لسبب... وغرايشون يطلب من خليل اللحاق بالدوحة.. ولسبب آخر.. × واستخبارات جهة ثالثة تلتقي بخليل تطلب منه اللحاق بالدوحة – لسبب ثالث.. × وغرايشون الصريح يبلغ خليل أن (إسقاط نظام الخرطوم من الخارج مستحيل.. ومن دارفور مستحيل.. فالخرطوم لا تسقط إلا من الخرطوم.. و... بوابة الدخول إلى الخرطوم هي الدوحة... و...)!!. × وخليل لا يعدم أن يقول للرجل إن (فشل الحركة الشعبية في قضم معدة الخرطوم بعد دخولها إلى هناك نموذج لا يشجع.. وبعد السنوات الخمس الحركة تعود إلى الجنوب الآن وذيلها بين أرجلها..). × وخليل- مثل كل من ينطلق في كلام يعثر به لسانه ليقول في حواره مع غرايشون. : ماذا نفعل الآن؟؟. والرجل يكشف عجزاً مؤلماً . وهذا وكأنه ينتقم يقول لخليل : تسألني أنا..؟؟ × وهذا نص دقيق للحوار الأخير بين الرجلين . × لكن جهات أخرى – وهذا ما لم يخطر ببال خليل – هي التي تجيب على السؤال.. × فالجهات التي ترفع طبقات أرض الخرطوم تبحث عن الفئران تجد "عدداً" من المنظمات المسلحة جداً والخطيرة جداً التي ترقد تحت أرض الخرطوم الآن.. تنظر (يوم أثنينها) المناسب.. × وأن الخرطوم مشبعة بالتنظيمات المسلحة. (2) × والجهات التي تنبش أرض الخرطوم تنبش أرض الاحتمالات. × احتمال حدوث أن شيء ثم الإجابة . × والحديث عن الأنفاق والبترول والجنوب يكشف أغرب الأشياء . × فالجنوب ينال نصف حصة النفط الآن لكن.. × الحديث ينظر إلى إعلان تحمله الصحف أمس عن تخطيط وحدة السودان لسدود (الشمالية) لإقامة ست سدود في الجنوب والتكلفة عدة مليارات . × والمليارات هذه ينفقها الشمال (خارج) نصيب الجنوب من النفط . × وجملة (خارج نصيب الجنوب من النفط) تتدفق لتجد أن دارساً في صحيفة الصحافة (الخميس10/6) يجد أن مخصصات الدستوريين الجنوبيين في ولاية جنوب كردفان وحدها تبلغ أربعمائة مليون جنيه في العام مما يساوي مرتبات عشرين ألف من العاملين والموظفين. × ويجد أن مخصصات الدستوريين وغيرهم في ولايات الشمال من الجنوبيين أضعاف هذا. × والموظفين الجنوبيين و... كذلك. × والبحث ينظر إلى عدد العاملين الجنوبيين . × وعدد العاملين بالشمال.. وينظر إلى العطالة الشمالية وما يوفره ترحيل الجنوبيين من جهة ومن وظائف وما يوفره الشأن ذاته من أموال . × وما (يوفره) الشأن ذاته من سوء هضم هائل للحكومة الجنوبية حين يشحن الشمال جميع هؤلاء إلى جوبا بعد الانفصال في ليلة واحدة . × و... و... (3) × وأمريكا تحسب . × والحسابات الأمريكية – تقول في الأسبوع الماضي – وتهمس من تحت أسنانها للجنوب بقولها : انفصال؟ كيف؟ والجنوب الآن يستمتع بعشر ولايات خالصة له.. ثم جنوب النيل وجنوب كردفان والجبال توشك أن تسقط في يده. × ثم أربع أو ثلاث ملايين من الجنوبيين في الشمال الآن .. ثم عشر سنوات يتمدد فيها عدد الجنوبيين.. بنسبة مواليد هائلة.. ليصبح العنصر الجنوبي من هنا والعنصر غير العربي في دارفور وكردفان هو الأغلبية ليعود للسودان كله زنجياً . × و(يحرر) السودان... بقيادة الحركة الشعبية . × ماذا إذن تعني بقولك انفصال؟ × لكن أمريكا هذه - التي هي خمسون أمريكا في حقيقة الأمر - من جهة أخرى تريد أن يصبح الجنوب منطقة لا سلطة فيها لتصبح هي الميناء المناسب لإخفاء كل شيء تحت العواصف.. المخدرات.. الأسلحة..المطارات الحربية السرية.. التدريب العسكري.. السجون السرية.. و... و... وحتى القواعد الضخمة التي تضع أفريقيا كلها تحت أظافرها × لهذا يصبح فصل الجنوب الآن ضرورة مستعجلة. × ومركز البحث ما يرفع الأرض عن شيئاً إلا وجد من الفئران والقوارض ما يكفي. × والبوني الظريف يقص حكاية أحدهم قبل أعوام – حيث صاحب البوني هذا كان طروبا – ما يسمع المديح الجيد حتى يرقص (ويكشف) و.. × وأولاده حين سخطوا وعاتبوه أقسم لهم بالطلاق أنه لن يفعل . × ومادح جيد يهبط على الحلة وينقر طاره ويرسل عقيرته. × والرجل يتصبر – ويتصبر – ثم يعجز.. ثم يعدل عضاه ويقول لأولاده. : جاكم البطلق أمكم . × وكل شيء الآن أن المسألة الجنوبية ساكت. × لكن لجنة الحدود توشك أن تعلن عن عملها.. وتنقر طارها × وجاكم البطلق أمكم.. × فحلقة الرقص يومئذٍ فيها ما يكفي من المنظمات المسلحة التي ترقد الآن تحت الأرض في الخرطوم . × بعضها أعلن عنه عبد الواحد.. وبعضها خليلي وبعضها منظمات أخرى تنسق الآن مع الجنوب الذي يصرخ بالانفصال علناً ثم ينشق غيظاً حين تعينه صحيفة مثل الانتباهة على هذا الانفصال الذي يجري منه على آخر حيله . × وانتظروا الشهر القادم بداية إعلان رسم الحدود.. والدانة الأولى. نقلا عن صحيفة الإنتباهة السودانية 14/6/2010م