أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه أزاء ما تبقى من فترة لا تجاوز الخمسة أشهر على تنفيذ آخر بند في اتفاقية السلام الشامل بين شريكي الحكم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وتأخير حسم بعض المسائل قبل حلول ذلك موعد الاستفتاء مثل ترسيم الحدود وقسمه موارد البترول وإمكانية اندلاع قتال واضطرابات أمنية عند اجراء الاستفتاء و(استقلال جنوب السودان) وأذكر أنه وقبل عدة أشهر بعثت واحدة من المنظمات الغربية بمذكرة تفاهم بينها وبين اتحاد الصحفيين السودانيين لاجراء ورش تدريب للصحفيين السودانيين قبل حلول موعد الانتخابات العامة في السودان.. وخلال سطور مذكرة التفاهم لاحظة كلمة independence أي استقلال جنوب السودان بعد الاستفتاء!! توقفت عند العبارة ورددت على المذكرة بملاحظتي بأن العبارة في الاتفاقية محددة بتقرير المصير وليس الانفصال او الاستقلال وقلت لهم أن الجنوب ليس مستعمراً من قبل الشمال حتى تذكر عبارة الاستفتاء مقرونة بالاستقلال واقنعتهم باستبدال الكلمة!! واستحضرت هذا بعد أن أبى بعض اعضاء مجلس الامن الدولي قلقهم بعد الاستماع الى تقرير نابو بيكي رئيس جنوب افريقيا ورئيس لجنة حكماء افريقيا ورئيس لجنة حكماء افريقيا المختص بالشأن السوداني أمام المجلس حول العنف في دارفور التي جرت فيها الانتخابات وهزم فيها الجيش السوداني فلول قوات خليل ابراهيم وبعد أن شهد الاقليم استقراراً أمنياً غير مسبوق باستثناء بعض الجيوب هنا وهناك والتي غالباً ما تمارس قطع الطرق على القوافل التجارية وأعمال النهب المسلح التي عرفت في الاقليم منذ عقود مضت.. وبدلاً عن هذا البكاء بلا دموع لأنه مصطنع تماماً وعلى المجلس واعضائه أن يلتفتوا الى القضايا المهمة في العالم.. مجلس الأمن الدولي الذي يصدر العقوبات على ايران على اعتقاد بأنه يسعى لكي يصبح دولة نووية أن يبحث قضية اسرائيل التي تخرق كل القوانين الدولية وتمارس القرصنة وارهاب الدولة.. والعالم الحي كله يشهد وتمارس الارهاب وتحتل ارض فلسطين وتدمر غزة وتحاصر مليون ونصف المليون انسان حتى الموت في اكبر سجن في العالم وتشعل نيران الفتنة في كافة انحاء العالم وامريكا تؤيدها وتقف معها.. على مجلس الامن الدولي أن يصحو من هذه الغفوة ويواجه الولاياتالمتحدة التي تعادي شعب السودان وحكوماته المختلفة منذ عهد مايو والديمقراطية الثالثة والانقاذ واليوم في الديمقراطية الرابعة.. دولة وقعت على اتفاقية وحققت سلاماً وصف بأنه سلام شجعان.. وأوقفت أطول حرب أهلية في قارة افريقيا.. دولة صنعت تحولاً ديمقراطياً غير منظور في العالم الثالث وافريقيا بقيادة رئيسها عمر البشير دولة تعلن بالصوت العالي انها تريد الدخول في حوار سلمي لتحقيق السلام في دارفور وصبرت كثيراً على الاذى من الاصدقاء والاشقاء ودول الجوار وهي تعلم أن ما يجري حولها هو من صنع الصهيونية الامريكية بكل امكانياتها البشرية والمادية كأكبر دولة في العالم.. في وقت يجري فيه التحريض على الحرب وتسليح الخارجين على القانون وايوائهم ودعمهم سياسياً واعلامياً ومادياً بل ومعاونة تكنولوجيا عبر السموات لكي يلحقوا الاذى بالسودان وأهل السودان.. في ذات الوقت تستقبل فيه أمريكا دولة ادارة أحد أكبر العقبات أما انفاذ أو اكمال بنود اتفاقية السلام وتوفر له الدعم والحماية لكي يبث سمومه وأكاذيبه وحقده على أهل السودان لادارة وأناس لا يحتاجون الى التحريض، فهم محرضون جاهزون حاقدون مثله على السودان يحاصرونه بكل ما يمكن أن يؤذي شعب السودان وليس حكومات السودان عن طريق فرض العقوبات الاقتصادية وتوجيه الاتهامات بصورة مجملة.. في وقت تلتزم فيه الحكومة بالصبر والحكمة وضبط النفس.. رئيس أكد شعبه على سلامة قيادته ورشده فايده في الغرب والشرق والجنوب قبل الشمال. أكتب ها الموضوع بكل الصدق والشفافية عن موقف الغرب كله ومؤسساته الدولية التي تمارس النفاق السياسي وازدواجية المعايير حيث تكيل بمكيالين في قضايا متشابهة بل تغض الطرف عن حقائق دافعه بهدف ممارسة ذلك النفاق السياسي الدولي.. فمسؤولي جائزة نوبل للسلام ودون أدنى درجة من الخجل منحوا الرئيس الامريكي أوباما جائزة نوبل للسلام وقواته تسفك دماء المسلمين في أفغانستان.. بل أنه كام مندهشاً لهذا الموقف لأنه يعلم أنه لا يستحق مثل هذه الجائزة وهو يعلن ارسال المزيد من القوات الامريكية لافغانستان ومحكمة جنائية ومجلس أمن لا ينظران الى أيادي بوش الملطخة بدماء الشعب العراقي والكذبة التي بموجبها تم تدمير دولة واغتيال أمة وشعب ورئيس وسيادة ونهب ثرواتها وإرثها التاريخي. واستحضر هنا كلمات رئيس جزر القمر في قمة الدوحة العربية التي فاجأ فيها البشير العالم بالمشاركة فيها.. بأنه كان يتوقع أن يمنح البشير جائزة نوبل للسلام لأنه حقق أعظم اتفاقية سلام في هذا العصر لا أن تسير عليه حملة دولية صهيونية ليكون مطلوباً للعدالة الدولية أمام مجموعة من الصعاليك والسكارى والمرتشين سياسياً!؟ هذا ما جعل رئيس جزر القمر يندهش وجعل شعب السودان يثور ويؤيد البشير بصورة غير مسبوقة.. فنحن بذلك لا نستأنس مجلس الأمن ولا نثق في مؤسسات الأممالمتحدة.. ونطالب الرئيس البشير بألا يشارك في قمة تعقد في أوغندا حتى لو جاء رئيسها الى الخرطوم معتذراً عن تصريحات أعوانه.. ولن نتركه يطأ أرض السودان الطاهر ولذا قال الشاعر الشعبي ساخراً من مجلس الأمن هذا قائلاً : (يحكمنا مجلس أمن.. في ذاتو ما مأمون). نقلاً عن صحيفة آخر لحظة السودانية 16/6/2010م