خاص : سودان سفاري لدى لقائه – الأسبوع الماضي – برئاسة مجلس الوزراء السوداني بالخرطوم وفداً من المنظمة الوطنية لدعم الوحدة قال نائب الرئيس السوداني الأستاذ علي عثمان محمد طه، إن نتيجة الإستفتاء المرتقب في الجنوب السوداني مطلع الع 2011ام ستكون لصالح الوحدة. في الوقت نفسه، وفي جانب آخر كان قادة الحركة الشعبية التي تحكم الجنوب السوداني يقودون حملة واسعة النطاق تؤكد أن نتيجة الإستفتاء المقبل ستكون لصالح الإنفصال وانشاء دولة الجنوب، وكما هو معروف فقد ذهب أمين عام الحركة باقان أموم الى نيويورك وواشنطن وهو يعمل على تسويق الانفصال ويبحث عن الدعم السياسي والمادي لدولة الجنوب. هذين الموقفين المتعاكسين من جانب شريكي الحكم لابد أن في طياتهما ما يستوقف أي مراقب منصف. ولهذا فإن السؤال الذي يقف قبالة أي متابع لهذا الشأن هو، على أي جانب ستؤول أوضاع الجنوب، جانب الوحدة أم الإنفصال؟ وبالطبع الاجابة على السؤال لا تخلو من صعوبة لكون أن القرار بيد الناخبين الجنوبيين، بعد ستة أشهر من الآن وهي فترة حبلى بالمتغيرات ولن تخلو من التبدلات لأن طبيعة الأمور في الحياة أنها لا تبقى على وتيرة واحدة ولكن وعلى الرغم من ذلك فإن بالإمكان أن نتمعن في ما قاله نائب الرئيس السوداني الأستاذ علي عثمان بتأكيده على الوحدة، فالرجل – كما هو معلوم – هو أحد المهندسين الرئيسيين لعملية سلام نيفاشا وتفاصيلها وبنودها وخاض – لاشهر طوال ليلاً ونهاراً – مفاوضات مطولة شاقة مع زعيم الحركة الراحل د. جون قرنق – ومن المؤكد أن توصُّلهما إلى حق تقرير المصير واجراء الاستفتاء عقب انقضاء فترة ست سنوات لم يكن أمراً إعتباطياً ولا ضرباً من المغامرة المحسوبة أو غير المحسوبة فقد أجريا تقديرات إزاء معطيات معينة هي بمثابة خارطة الطريق للوصول إلى بر الأمان. ولهذا فحين يجزم طه بأن نتيجة الاستفتاء ستكون لصالح الوحدة فهو يقول ذلك من منطلق (قراءات وحسابات) إذ أنه وفضلاً عن كونه عُرف بالاحاطة التفصيلية بشؤون الحكم التنفيذية وشؤون أقاليم وولايات السودان المختلفة وعرف بقدراته في فض أي اشتباك سياسي بين الشريكين (بالعقل والمنطق السليم) فهو دون شك مدرك لخبايا وطبيعة الأوضاع في الجنوب السوداني وربما بيديه إحصائيات ومؤشرات هو موقف بها كرجل دولة لم يبتعد منذ أكثر من عقدين من حلقة صناعة القرار وهذا ما يجعلنا في الواقع (نهتم غاية الاهتمام) بما يقول، فقد قال من قبل الكير بذات التقديرات والحسابات وصّح ما قاله ولعل الجميع يذكر عزمه المعلن على البقاء في الجنوب لأشهر في الفترة المقبلة – بالمقابل، فإن ما يقوله أموم وبعض رفاقه عن الإنفصال هو توجه خاص بالحركة الشعبية وبالطبع لا يمكن لعاقل أن يجزم بسيطرة الحركة على ارادة كافة الجنوبيين بإحكام تام وربما كان طه يدرك ذلك تمام الادراك. يُضاف إلى ذلك أن الحركة الشعبية تعوّل على (ذات الطريقة التي جرت بها الانتخابات العامة) لتطبقها في الاستفتاء وهي طريقة مجانية تماماً للنزاهة والمصداقية كما تعوّل على الدعم الأمريكي والأوروبي، وكلا العاملين – التزوير والعامل الخارجي – لا يصلحان في ظل يقظة المؤتمر الوطني ومهارته السياسية وقدرته على الحيلولة دون التلاعب بالصناديق. اذن حسابات الوطني – على لسان طه – تبدو أقرب الى المنطق والموضوعية بعكس حسابات الحركة التي لا أدل من خطئها استباقها لكل شئ وبحثها منذ الآن عن اعتراف دولي ودعم خارجي!!