كما توقعنا واشرنا في أكثر من تحليل ومقال طوال الأسبوع المنصرم فان طرابلس التي تستضيف المتمرد الدارفوري خليل إبراهيم غرقت حتى اذنيها في دعم الرجل – علناً ومباشرة – ليواصل هجماته وعمله العسكري المعادي للسودان. فمن جهة أولي جرت عملية جمع بين خليل وقادته الميدانيين والسياسيين في مدينة (سرت الليبية) وهو لقاء يستحيل تماماً أن يقوم تنظيمه وانجاحه خليل لوحده وهو مجرد ضيف ظلت طرابلس تقول أن وجوده فيها عابر، وكان اخطر ما في اللقاء أن خليل (شرح باستفاضة) لقادته وبقدر وافر من الثقة والهمة إستراتجية حركته للمرحلة المقبلة وتوجهه نحو قيادة هجمات مستمرة زاعماً أنه وجد مواقعاً إستراتيجية حصنية في دارفور!! ولم ينس خليل أ يذكر قادته – بابتهاج واضح – انه رفض رفضاً قاطعاً اللحاق بمفاوضات الدوحة ورفض طلب الرئيس التشادي إدريس دبي والحاحه عليه مما يشير إلى أن الرجل (وجد ما وعدته به طرابلس حقاً) فأخذته سكرة الدعم ونشوتها ليرفض التفاوض ويعاود عملياته العسكرية من جديد. ومن جهة ثانية فان خليل وامنعاناً منه ومن طرابلس في تأكيد جديته على مواصلة العمل العسكري قاد هجمات على منطقة (عزبان) بولاية جنوب دارفور، حيث تسللت قواته خفية – بحسب شهود عيان هناك – ودخلت المنطقة وهي تخشي الاصطدام بالقوات المسلحة السودانية وعاشت فساداً وفوضي مروعة للمدنيين، ولكن سرعان ما تصدت لها القوات المسلحة السودانية وكان حصاد الحركة حوالي (140) ما بين قتيل وجريح وفقدان مدافع وعربات (حوالي 28 عربة). وقال المتحدث باسم الجيش السوداني أن القوات المسلحة استطاعت هزيمة قوات خليل ي سويعات وردتها على أعقابها. وهكذا فان كلا العملين – لقاء سرت زائد الهجوم على منطقة عزبان بجنوب دارفور جريا وخليل يقيم في طرابلس ويفهم من ذلك أن الجانب الليبي بعيداً بحال من الأحوال من كلا العمليين ويفهم من ذلك أيضاً أن طرابلس أسفرت عن وجهها في معاداة السودان حيث تجرى عمليات عسكرية ولقاءات عسكرية على أراضيها بعلمها ضد جارها السودان وهو أمر كما قلنا توقعناه منذ أن حل خليل ضيفاً على طرابلس وظلت الأخيرة (تخادع) الخرطوم بان وجود خليل فيها عابر وأنها تسعي لإقناعه باللحاق بمفاوضات الدوحة او الخروج من أراضيها لمكان آخر. وعلى الرغم من قناعتنا أن خليل مهما حصل على أسلحة وأموال وعتاد حربي ووسائل نقل ومواصلات فهو غير قادر على اختراق السياج الأمني السوداني بما يريد ويشتهي وقد جرب ذلك من قبل وها هو يجرب في جنوب دارفور الا أن طرابلس – بموقفها هذا – إنما تستعدي أهل دارفور والشعب السوداني بكافة قواه السياسية ومنظمات المجتمع المدني عليها وهو أمر يلحق خسارة سياسية فادحة بطرابلس أقلها أنه ينزع عنها الثقة إلى الأبد ويمنع إمكانية قبولها كطرف راعي لمفاوضات أو داعم لأي عمل سلمي في السودان وكلنا يعلم أن طرابلس تبحث عن هذا الدور وتشعر (بغيرة سياسية شديدة الوطأة) جراء امساك أطراف دولية أخرى بالملف الدارفوري والآن ما من سبيل أمامها سوى الاحتراق بنيران غيرتها السياسية هذه فالخرطوم لن تمنح طرابلس ما تشتهيه أبداً!!