ومسرحية الإعداد للانفصال تبدأ من مطار الخرطوم.. والطائرة التي تقلع يوم أمس في الساعة الثالثة عصراً متجهة إلى جوبا تحمل إلى هناك شتى معاول الإخراج الجيد للمسرحية والشخصيات المخابراتية العالمية التي تركد إلى جوبا –منذ الأسبوع الماضي- لعلها تفهم جيداً أسباب ما يدفعنا إلى هناك. وورشة كبرى تنطلق غالباً اليوم لرسم السيناريو بأكمله.. سيناريو اغتيال الوحدة.. وأصابع الخرطوم تشير في غضب إلى ذلك وتقول: (ما لهذه الدولة الفقيرة كلما قدمنا لها الورود دفعت إلينا بالأشواك). وقالت: (إنه بعد ذلك آن الآوان أن يعرف كل أحد مكانته فيكفي ما قدمناه من تنازلات في سبيل توطيد العلاقات.. فعلى الخرطوم أن تضع كل شيء (في السهلة) وتخرج كل مابينها وبين هذه الدولة). والحديث عن (التنازلات) وتوطيد العلاقات حديث يقود إلى ملاحظة شاخصة وراسخة هو أن هذه الدولة كلما مدت إليها الخرطوم يدها بيضاء ..تفاجأت بقضمها.. لأسباب نعرفها جيداً. أحدهم حين يقول إن الحركة الشعبية التي تدفع بالصف الثاني من قياداتها إلى المشاركة في الحكومة الاتحادية وتدفع بأمينها العام فاقان أموم إلى وزارة ديكورية تدعى وزارة السلام إنما يعني هذا شيء واحد هو.. أن الحركة الشعبية اختارت طريق الانفصال ليس إلا.. فمتى كان فاقان ينشد السلام وهو في كل يوم يهدد بالعودة إلى المربع الأول.. مربع الحرب. وآخر يقول: هذا لا يعني شيئا وإن سلفا يوم تنصيبه نائباً أول لرئيس الجمهورية لم يتحدث عن الانفصال.. وإن سلفا أعلن أنه مع الوحدة. ونحن ننظر إلى هذا وذاك.. ونجيب في دهاء بليغ : لكن سلفا قبل ذلك حين ذهب إلى الكنيسة وأعلن أنه مع الانفصال.. عاد إلى الخرطوم لينفي ذلك.. والآن يسمح بخروج المتظاهرين إلى شوارع جوبا لذات الهدف -ثم ما أن تطأ أرجله على مطار الخرطوم حتى يزعم أنه مع الوحدة- وينكر ذلك. وعما إذا كانت موافقة سلفا لعبد الواحد النور بفتح مكتب في جوبا لها صلة بدعم الانفصال وغيره نقول: إن عبد الواحد النور وخليل إبراهيم شخصيتان تلتقيان الآن مع فكرة هدم الشمال..و.. وملاحظة ممتعة تقول: إن خليل الذي يرفض توزيع الكيكة في الدوحة ينتابه عشم كبير في الظفر بها لوحده.. والملاحظة تعني أن انفراد الحركة الشعبية بالجنوب.. والمساهمة الكبيرة في الإطاحة بنظام الخرطوم والزج بخليل إلى القصر.. وأن يتم كل ذلك بحجر واحد هو الانفصال. وإلى أن تكتمل اللوحة هذه في جوبا في قادم الأيام.. نحدث عن المهمة الكبيرة التي يقوم بها صبية العم سام. نقلاً عن صحيفة الرائد 24/6/2010م