-1- اما قرقوش الاصل كان جندياً خالصاً في جيش الناصر صلاح الدين الايوبي يضرب به المثل في الجدية والانضباط والامانة .... إلا ان حكم قراقوش الذي جرت عليه العادة لا ادري كيف انزلق على لسان العامة وصار مثلاً .... حيث ان قراقوش قد اتاه رجل شاكياً محض جندي وكز زوجته الحامل ... فأجهضت من جراء الضربة .... فحكم قراقوش بأن يحمّل الجندي المرأة مثلما اضاع لها جنينها فهرب الرجل منادياً ... لا حول ولا قوة إلا بالله !!! لا نجد جديداً سوى المزيد من الاستفزاز يجبرنا على التركيز على امريكا التي تكيل بمكيالين في العدالة الدولية ... حيث تساند قوى ظالمة تماما وبكل معايير العدالة والانسانية ... في الوقت الذي تنصب نفسها قيماً على العدالة الدولية .... والامثلة لذلك عديدة وكثيرة ابرزها على الاطلاق العدوان الامريكي على العراق والذي فضحته الايام السالفة ... حيث انتجت المخيلة الامريكية قصة اسلحة الدمار الشامل واخرجت افلاماً سيئة الاخراج ..... ولمّا كان مجلس الامن الدولي الذي من المفترض ان يحفظ السلم الدولي جعلته وطوعته اداة بيدها وحلفائها ليتم العدوان على العراق تحت مظلة دولية فرقت اهل العراق وجعلته في وضع اقرب للمأساة .... ثم امتلكت ما تيسر لها من قدرات العراق .... هذا المثل الصارخ في اقامة العدالة على الطريقة الامريكية يتجلى في قصف مصنع الشفاء الذي ينتج دواء ومحاليل وريدية تنقذ الناس من الملاريا الفاتكة ولكن ذلك المبنى وفق العدالة الامريكية صار هدفاً عسكرياً فقصفته صواريخ كروزر في عرض البحر واهل السودان لا يدرون من أين جاء القصف ؟ الذي دك مصنعهم الوحيد في ذلك الوقت حتى لا يبدو الحديث عاطفياً ... هذا هو الوجه الحقيقي لامريكا . -2 - هناك عبارة دبلوماسية لازمة لها نبرة حادة قاطعة الولاياتالمتحدة ملتزمة بأمن اسرائيل وتتفهم الدواعي الاسرائيلية لفعل ذلك .... بهذه اللزوجة الباردة ترتكب اسرائيل جرائم بشعة ضد الانسانية بما فيها التطهير العرقي والابادة الجماعية، وما حدث في غزة من عدوان وانتهاك وحصار وابادة وقتل دمار بعيد عن الاذهان لكن المحكمة الجنائية الدولية ليس معنية بذلك تماما وتغض الطرف حيث لا تحتاج الى ادلة او شواهد فقد نقلتها الفضائيات للعالم اجمع ... ولا ترى تلك المحكمة ما يناله الشعب الافغاني يومياً وعلى رأس الساعة من قتل وهدم وتشريد للمواطنين الافغانيين على يد الجنود الامريكان .... واكامبو الذي يجتهد بضراوة لاجل اهل دارفور الآمنين لا ينبغي ولا يستطيع ان يصيب شعرة واحدة من جندي اسرائيلي او امريكي ناهيك عن مواطن امريكي او اسرائيلي في الدرجة العاشرة... اوكامبو الذي يمارس اقصى ما يحكم لاداء دوره .... يقف مثل فرعون عارياً من تحقيق عدالة لارملة في فلسطين تعد ابناءها الليل كله على اصابعها ... ولكي يظلوا كاملين نقطع اصبعها كلما أكلت الحرب واحداً منهم . - 3 - الذي يثير المرء للكتابة .... فقد مارست الولاياتالمتحدة مع السودان ألواناً شتى من التعامل ... بدءاً بقصف مصنع الشقاء مباشرة بالصواريخ الى وعد مؤجل بالمساعدات اذا تم السلام الى اتهام البشير بالابادة الجماعية وليس اخيراً حث تشاد على القبض على الرئيس وهو يحضر محفلاً اقليمياً وتحت ضيافة رئيسها مباشرة اي تهافت هذا ؟؟؟؟ تعامل حكومة جنوب السودان كدولة منفصلة في الامتيازات ورفع الحصار ... وتقدم اشارات خاطئة ضد ما يرى مبعوثها الرسمي احياناً . من يحترم اليانكى في اقامة العدل والنموذج الامثل للشفافية واحترام ثقافة الغير ونصرة المظلومين بافريقيا بعد استهداف المحكمة الجنائية آثرت ان تمارس حقها السيادي في الدفاع عن معاييرها الاخلاقية دون الالتفات لاوكامبو والدول الخمس الدائمة العضوية التي تحاول ان تمارس حكم قراقوش على افريقيا وتعيد زمن تجارة الرقيق ولكن بطريقة اخرى سلاسل ليست بالحديدية ولا بالغليظة ولكن بأحكام قراقوش عليه السلام !!!!! هذه الازمة الاخلاقية الدولية تجعل ممن يبحث السلام والامن والاستقرار للسودان ان يجتهد بما يمليه عليه الدين والعدالة الحقة والعرف القويم وان لا يستعين بصديق اجنبي !!!!!! قضية تحتاج لعلاج سياسي عاجل ومثلما بذل الجهد في العلاقات مع تشاد ليتبدل موقفها كلياً من خانة مظلمة الى خانة مضيئة.... على ذات النسق تبدو المعالجة اقرب من اي حسم عسكري ...وهذا ما يُفعل في الدوحة ... فمن يا ترى يغذي الحركات المسلحة بعد خروج تشاد من اللعبة؟!!! نقلا عن صحيفة الراي العام السودانية 26/7/2010م