في عام 2020 سيصل الطلب اليومي على النفط إلى 120 مليون برميل . هذه الكمية، حتى مع تجاهل الزيادة في الاستهلاك، سوف تستهلك خلال عشرين سنة كل كمية الطاقة التي استهلكتها البشرية حتى اليوم . سيعني هذا مزيداً من انبعاث ثاني أوكسيد الكربون الذي لا يمكن تلافيه، مما يرفع حرارة الكوكب أكثر فأكثر، وليست الأعاصير التي نشهدها في مناطق متفرقة من الكوكب إلا مثلاً مؤلماً لتكلفة تجاهل هذه الحقائق، فارتفاع حرارة المحيطات هو العنصر الرئيس وراء زيادة القدرة التدميرية للأعاصير التي شهدناها في السنوات الأخيرة . العالم يواجه أزمة طاقة غير مسبوقة جعلت أسعار الطاقة ترتفع بلا توقف، حتى وصلت إلى حدود قياسية، هناك أيضاً العجز عن زيادة إمدادات البترول مع اعتبار النقص المستمر في الاحتياطيات المعروفة للنفط في العالم . لقد بدأ الوقود ينفد . ثمة مشاكل لا يمكن حلها في الإطار المحلي أو الوطني، على مستوى كل دولة، وإنما على مستوى جميع الدول، على المستوى العالمي، من قبيل الإشعاعات النووية، أسعار النفط العالمية، الأمراض، ارتفاع حرارة الكوكب وثقب الأوزون . ولا يمكن فصل الشأن السياسي عن الشؤون الكونية الأخرى، فمن جهة نحن نرى الليبرالية العولمية الجديدة المرعبة، لكننا نرى أيضاً حقيقة الترابط الذي أصبح عليه عالم اليوم والذي يجب أن نتصدى له ليس بوصفه مشكلة وإنما تحدياً . من يقودون العالم اليوم لا يأخذون هذه الحقائق بما هي جديرة به من اهتمام، وليس أدل على ذلك من حقيقة أن الولاياتالمتحدة، كبرى دول العالم وأكثرها قوة وجبروتاً، ترفض التوقيع على العديد من الاتفاقيات الدولية الموجهة لحماية الكوكب من التلوث، مانحة نفسها بذلك “امتيازاً" لا تجرؤ دول العالم الأخرى على المطالبة به . الدولة نفسها التي تمارس دور شرطي العالم في معاقبة من يخرجون على بيت الطاعة، هي من يهمّش المنظمات الدولية ويُجردها من سلطاتها . مرة، سخر رئيس فنزويلا تشافيز من الأمر في عبارات تحمل في طياتها التحذير من الكارثة: لقد زعمنا أننا سنخفض حتى عام 2015 إلى النصف، عدد من لا يجدون قوت يومهم في العالم، والذين يبلغ عددهم 842 مليون إنسان، وبمعدل الإنجاز الحالي فإن هذا الهدف لن يتحقق قبل عام 2215 . من مِنا سيكون حياً ليحتفل بهذا الإنجاز، هذا بفرض أن جنسنا البشري سوف ينجو من الكوارث القادمة؟! المصدر: الخليج 23/8/2010