أكد وزير الدولة بالخارجية السودانية كمال حسن علي ضرورة حسم كافة الملفات في اتفاقية السلام الشامل قبل الاستفتاء خاصة ترسيم الحدود بين شمال و جنوب السودان ، مشيراً الى أن الاستفتاء إذا لم يأت بالسلام و الاستقرار فلن يعترف به. وشدد الوزير كمال خلال مخاطبته لنخبة من المصريين في حفل الإفطار السنوي لمكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة على ضرورة أن يكون الاستفتاء حرا ونزيها وشفافا. وشن الوزير كمال هجوما على الانفصاليين وقال إنهم لايعلمون شيئا عن المواطن الجنوبي الذي يعتز بانتمائه للسودان الواحد ، وأضاف "ان السلام والاستقرار هو الهدف المنشود ، ولابد أن يأتي الاستفتاء بالسلام مهما كانت نتائجه وإلا فإن كان سبباً لحرب جديدة فلن نعترف به ولابد من حسم كل ما من شأنه أن يكون سببا في العودة الى الحرب قبل الاستفتاء". وقال وزير الدولة بالخارجية السودانية أن الدولة تعمل بكل طاقتها من أجل الحفاظ على وحدة السودان ، وطالب بعدم التسليم لصوت الانفصاليين الذي يعلو الآن من ، داعياً للعمل من أجل الوحدة حتى آخر لحظة. وعن الأوضاع في إقليم دارفور قال الوزير كمال أن إستراتيجية الحكومة السودانية الجديدة بشأن دارفور تسعى للوصول الى حل نهائي للأزمة قبل موعد الاستفتاء في جنوب السودان ، مشيرا إلى أن الدولة لن ترهن السلام في دارفور على مواقف الحركات المسلحة و هي ماضية في حل المشكلة من خلال إشراك المجالس التشريعية المنتخبة لولايات دارفور في الحل بجانب المتضررين من الحرب وبسط الامن وحل مشكلة النازحين و اللاجئين و توفير الخدمات ، وهو مجمل ما شرعت الدولة في تنفيذه الآن ، و سخر من مناداة بعض الحركات بحق تقرير المصير في دارفور ، وقال أن دارفور جزء من النسيج السوداني ولم تخضع لتعقيدات جغرافية و تاريخية. وحول العلاقات السودانية المصرية دعا الوزير كمال الى ضرورة تطوير هذه العلاقات على كافة المستويات ، مشيرا الي انه مكلف من الرئيس السوداني بالمضي قدما بالعلاقات الثنائية مع الشقيقة مصر ليس عبر الشعارات وإنما بواقع العمل على الأرض الذي يسير نحو التكامل بجدية ، وطالب بضرورة إشراك الجهد الشعبي و الفكري في تطوير هذه العلاقات الأزلية. من جانبه أكد أمين المهنيين بالحزب الوطني الديمقراطي بمصر محمد حسن الحفناوي أن السودانيين و المصريين شعب واحد في بلدين و تساءل عن أسباب استمرار هذا الوضع ، داعيا الى الوحدة الكاملة بين مواطني البلدين والعمل بحكمة ووعي لتحقيق هذا الهدف. وقال أمين العضوية بالحزب الوطني المصري المستشار ماجد الشربيني ان بلاده ليست محايدة بشأن وحدة السودان و أنها رغم احترامها لإرادة الأخوة في جنوب السودان إلا أنها تنحاز انحيازا كاملا لوحدة السودان ، وتعمل من اجل ذلك وقال ان 120 مليون مواطن في جنوب و شمال الوادي مطالبون بالعمل من اجل الوحدة. وأعلن الشربيني أن منظمة وادينا للتنمية البشرية بوادي النيل التي يترأسها بصدد اطلاق مبادرة عالمية باعتبار السودان دولة للتنوع الثقافي في العالم لتوصيل رسالة للعالم بأسره ان عملية الانفصال لاتمثل ابناء السودان في شماله و جنوبه ، مشيرا إلى أن تلويح حركة العدل و المساواة بحق تقرير المصير لدارفور في هذا التوقيت بالذات يؤكد أن هناك أجندة أجنبية تسعى لتفتيت السودان ، ودعا الى وقفة واحدة ضد الأخطار التي تهدد الوادي في جنوبه و شماله.