تحليل رئيسي قال المراقبون إنها المرة الاولي - منذ ست سنوات- التى يدخل فيها مسئول حكومي رفيع( والي ولاية) الى معسكر كلمة للنازحين بولاية جنوب دارفور ، فقد دخل الأستاذ عبدالحميد موسي كاشا والي ولاية جنوب دارفور الأسبوع الماضي المعسكر ، ووقف على كافة تفاصيل الحياة فيه ، و أحوال المقيمين بالمعسكر و الممارسات التى كان يمارسها بعض منسوبي الحركات المسلحة داخل المعسكر. زيارة الوالي للمعسكر - فى حد ذاتها- قطعت نصف الطريق باتجاه حل مشكلة المعسكر ، فالفكرة التى تنفذها الحكومة السودانية الآن هى بسط سلطانها على ما يجري داخل المعسكر ،وهذا أمر من صميم حقوقها السيادية. و العمل من جهة اخري على التخلص من اى ممارسات استخبارية ،او تخريبية او عمل ضار بأمن المواطنين فى المنطقة ،وهذا ما اضطر البعثة المشتركة المكلفة بحفظ السلام فى دارفور الاعتراف بصحة الاجراءات الحكومية و أحقية الحكومة فى القيام بها ، ذلك على الرغم من تخوفات أبداها وكيل الامين العام للشئون الانسانية (جون هولمز) من عملية نقل العسكر و ضبط الاحوال فيه. هولمز لم يكن موقفاً فى انتقاده للخطوة الحكومية، كما أنه بالغ فى رسم صورة قاتمة للأوضاع وكان الرجل مثيراً للضحك وهو يطالب الحكومة السودانية بألا تجبر ساكني المعسكر لمغادرته الى معسكر آخر ! و وجه اثارة الضحك هنا هوا ن تغيير المعسكرات وتحريكها و تحريك المواطنين او تقييد حركتهم هو فى الأساس من صميم سلطة و سيادة الدولة ولا يحق لأحد ان يعارض قيامها بحقها و واجبها السيادي هذا .و الشئ الغريب الاّ أحد ، لا هولمز ولا كي مون و لا مسئولي البعثة المشتركة سواء فى الاتحاد الافريقي أو الاممالمتحدة نفي ما يجري فى المعسكر (كلمة) كما ان هؤلاء جميعهم يعلمون ما يجري بداخله ،لهذا لم يطالبوا الحكومة السودانية بإبراز أدلتها على ما يجري فى المعسكر . من جهة ثانية فان الحكومة السودانية لم ترغب فى وجود هذه المعسكرات ، بل لا نبالغ ان قلنا ان الحكومة السودانية و منذ سنوات كانت تري ان هذه المعسكرات سوف تعمل على تعقيد الازمة وليس حلها ،وهاهي الآن الايام تثبت صحة اعتقاد الحكومة ومع ذلك فان إشراف الحكومة- خاصة حكومة الولاية باعتبارها القريبة مما يجري – على هذه المعسكرات والتصدي لأى مشاكل منذ اول وهلة وبطريقة مباشرة هو الترياق الناجح لتجاوز الازمة.و يبقي اخيراً ان نشير الى ان فكرة معسكرات النازحين فى دارفور اصلاً لم تكن فكرة سديدة ، فقد لجأ اليها البعض لمحاولة توفير حماية امنية للمدنيين ولكن كعادة المجتمع الدولي ، فسرعان ما تم استغلال الفكرة لأهداف أخري فاصبحت هذه المعسكرات مرتعاً لشتي انواع الممارسات كما تحقق – بالقدر الكافي- أهداف حماية المدنيين حيث جرت –و بعلم وربما تواطؤ اليوناميد – عمليات ملاحقة وقتل لبعض المقيمين بالمعسكرات من قبل حركات مسلحة معروفة. و على ذلك يمكن القول الآن ان الكلمة فى معسكر كلمة للسلطة الحكومية.