الجيوش الأمريكية والبريطانية الغازية استباحت دول العالم العربي والإسلامي، ونهبت ثرواتها واستعمرتها، بسبب القطن والنفط، وغداً بسبب الطاقة الشمسية! لقد احتلت أمريكا أفغانستان بسبب نفط بحر قزين. مثلما لا أحد يصدق أن أمريكا دخلت العراق بسبب (أسلحة الدمار الشامل)، أو (لتحريره) أو ل(دمقرطته)، كذلك لا أحد يصدق أن أمريكا احتلت أفغانستان بسبب (بن لادن)، بل من أجل أسيا الوسطي ونفط بحر قزوين. أسلحة الدمار الشامل (في العراق) كذبة و (بن لادن) في أفغانستان كذبة أخرى. لا أحد في الدنيا يعتقد أن أمريكا احتلت أفغانستان بسبب أحداث 11/سبتمبر 2001م، اذ أنها كانت مجرد ذريعة اتخذتها أمريكا لتنفيذ مخطط قائم أصلاً وموضوع أصلاً للتدخل في آسيا الوسطي. بحلول عام 2015، سيتضاعف احتياج أمريكا من النفط. ذلك وفق تقارير أمريكية رسمية. لذلك أصبح من المطلوب أن تكون واشنطن في وضع يسمح لها بالتحكم في المناطق الغنية بالنفط في العالم، ومنها المنطقة حول بحر قزوين. يشار إلى أن الأنابيب الناقلة لنفط بحر قزوين تمر بالجزء الغربي من أفغانستان. كذلك يعرقل الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان قيام تكتلات إقليمية ضد المصالح الأمريكية . كما يشكل خطراً دائماً على إيران. يذكر أيضاً أن ثلثي الاقتصاد الأمريكي والبريطاني يعتمد على صناعة السلاح. وهناك تفاصيل علاقات وثيقة مكشوفة بين شركات البترول والسلاح وبعض قيادات الإدارة الأمريكية. كما أن صعود الصين إلى المرتبة الثانية في الاقتصاد العالمي (بعد أن أزاحت اليابان)، ونمو قوتها، يشكل هاجساً كبيراً لأمريكا. حيث تصاعدت احتياجات الصين البترولية لتساوي أو تزيد عن احتياجات أمريكا البترولية. لذلك كان من صميم إستراتيجية واشنطن أن لا بد من استباق أمريكي لتحقيق السيطرة الكاملة على موارد النفط العالمية، ومنها مناطق النفط في العراق وبحر قزوين، وكذلك النفط الأفريقي متضمناً السودان. وذلك حتى تضمن أمريكا تأمين صدراتها في القادة الدولية. خاصة وهي تستخدم (المظلة النفطية) و (المظلة النووية) لتضمن دوران أوربا واليابان في فلكها السياسي، ولتدخل باستخدام (جزرة) المظلتين أوربا واليابان بين الطاعة (الأمريكي). لكن صلابة المقاومة الوطنية الإسلامية في كل من العراق وأفغانستان أربكت السياسة الأمريكية وقلبت الحسابات الأمريكية وأجبرت الجيوش الأمريكية على الانسحاب باضطراد من البلدين، وأثبتت خسارة الرأسمالية في تجارة الحرب. تلك الخسائر، اذا لم يتم الانسحاب، ستتصاعد بانتظام حتى تقلص القوة الكبرى الى قوة وسيطة . ذلك وقانون التاريخ في تداول مركز النفوذ الدولي. ذلك هو تداول الأيام بين الناس. فمن كان يصدق أن البرتغال كانت دولة كبري.. ومن يصدق اليوم أن أسبانيا كانت دولة كبرى... ومن يصدق أن النمسا كانت أمبراطورية؟.... قبل أن تختزل بعد الحرب الأولي الى دويلة صغيرة؟.. نقلاً عن صحيفة ألوان 30/8/2010م