حتي الان لا يبدو أن قادة الحركات المسلحة في دارفور قد وعوا الدرس مع أن الدرس قد أوشك علي الانتهاء. اذ لا يزال د. خليل ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة يعتقد أن بامكانه في القريب العاجل الحصول علي موقع متقدم في مقاعد السلطه في الخرطوم وعلي مستوي دارفور علي ذات شاكلة الحركة الشعبية في نيفاشا 2005, ولم لا؟ فهو طامح, وقد يستطيع بقدر قليل من المراوغات أن يصل لطموحه. عبد الواحد محمد نور أيضاً – رغم ارادته السياسية المغلولة الي باريس وتل أبيب – ورغم ضمالة فكرة وخبرته السياسية يطمع في (استثمار سياسي) مماثل يضعه في مقعد متقدم وفرصة لاثبات الوجود علي المستوي المركزي, فقد ادخرته باريس وتل أبيب (لما بعد استفتاء الجنوب)!! أما مني أركو ميناوي الذي بدأ يتحرك باتجاه الجنوب يتقرب زلفي لقادته متوسماً فيهم الخبر اذا أصبحت لديهم دولة في الغد القريب (لمديد العون له) فهو ايضاً (طامح) ووصل به طموحه الي درجة دعمه وتأييده للانفصال في الجنوب حين قال (ان انفصالا طوعياً , خير من وحدة قهرية)!! ولكن يبرز هنا سؤال من ياتري يستطيع الوصول الي المقعد – اذا فرضنا وجود هذا المقعد المتقدم – قبل الاخر؟! هنا تكمن اشارتنا لانتهاء الدرس لهؤلاء القادة الذين أضاعوا السوانح والفرص لمرات عديدة وارتضوا أن يكونوا في الزيل الوطني بأفكار غريبة, وبارادة أجنبية وطموحات لا مكان لها في ارض الواقع. خليل لم يعد له من حليف ولا مجال له سوي منبر الدوحة وهو الان – وليس كما كان هو الحال في السابق- يفاوض حكومة منتخبة وشرعية لن تكون مضطره لمنحه تقسيماً للسلطه والثروة, فقد فات أوان ذلك منذ أشهد أضاعها خليل في محاولات فاشلة ليأخذ يضبه بيده. اقضي ما قد يجده خليل اذا جاء للدوحة, وفقاً لاطلاق النار واطلاق سراح لمحتجزيه وقدر عادي جداً من المشاركة الرمزية في السلطه لانه جاء في وقت يستلزم الوصول فيه للسلطه خوض انتخابات عامه وفقاً لمقتضيات التحول الديمقراطي الجاري الان في السودان. كل ما عليه هو انتظار ثلاثه أو اربعة اعوام ليحدد وزنه السياسي وسط الناخبين . اما عبد الواحد فهو سينتظر تحقق شروطه التي تتعلق ببسط الامن في دارفور وحل كافة مشاكل الاقليم ونزع السلاح ليأتي ويتفاوض!! وحينها لن يجد (شيئا يتفاوض عليه) ويكون عليه أيضاً أن ينتظر الدورة القادمة ليخوض الانتخابات العامة. أما ميناوي الذي ضرب الرقم القياسي في الاخفاق وأهدر أربعة اعوام غاليات قضاها في منصب سيادي كبير فانه حتي ولو حصل علي منصبه السابق كبيراً لمساعدي الرئيس ورئيسا للسلطة الانتقالية في دارفور فانه فاقد للصلة التفاعلية بينه وبين الاخرين, وأظهر الرجل قدره عجيبة علي الشكوي والفشل, ومعاداة شركائه ومعاداة حتي رفقائه في الحركة. كل هؤلاء القادة لم يتعظوا بعد من الدرس . لم يدركوا أنهم بمثابه (وقود سياسي) لقوي خارجية تستخدمهم لتفكيك بلادهم واضعافها وحتي حين استبانوا الامر لدي الحركة الشعبية التي تطمح الان لانفصال ولكنها (غير ضامنه) لتحققه بعد ما ثارت هواجسها بشأن حقوق مواطنيها في الشمال حتي بعد كل ذلك لازالوا يجلسون في القاعة في انتظار الجزء المهم من الدرس والذي انتهي وفات!!