هناك ثلاث فهارس مهمة يجب ان تنشرها حكومة السودان لكي يطلع عليها المجتمع الدولي قبل الاستفتاء..الفهرس الأول فهرس الاختراقات التى ارتكبتها الحركة الشعبية ضد اتفاقية نيفاشا منذ توقيعها فى يناير 2007. الفهرس الثاني الاختراقات التى ارتكبها الجيش الشعبي ضد اتفاقية نيفاشا منذ توقيعها. الفهرس الثالث يختص بالاختراقات التى ارتكبتها حكومة الجنوب ضد اتفاقية نيفاشا منذ توقيعها. جملة تلك الاختراقات دليل قانوني قاطع على أن الاستفتاء لن يكون نزيهاً و لا حراً و لا شفافاً ؛ بل سيكون تزييف لإرادة الجنوبيين بالابتزاز و القهر و الرشوة و التزوير. لن يقبل احد انفصال السودان الى دولتين على تلك الأسس غير الشرعية. تلك ثلاثة فهارس و قوائم تتضمن اختراقات الحركة الشعبية و الجيش الشعبي و حكومة الجنوب لاتفاقية نيفاشا. يجب الإعلان عن تلك الاختراقات التى ارتكبها ثلاثي الحركة الشعبية و الجيش الشعبي و حكومة الجنوب ، ليدرك المجتمع الدولي ان الاختراق المنهجي لاتفاقية نيفاشا منذ توقيعها ظل سلوكاً واظبت عليه الحركة الشعبية منذ توقيع الاتفاقية و حتى نشر قواتها شمالاً حتى مدينة الرنك. تلك الروح العبثية اللا مبالية التى ظلت تتعامل بها الحركة الشعبية مع اتفاقية نيفاشا ، تترتب عليها بالضرورة نتائج سياسية خطيرة، لا يمكن السكوت عليها، يجب ان تدفع الحركة الشعبية فاتورة أخطائها واختراقاتها المتعمدة . اتفاقية نيفاشا لم يتم تصميمها و توقيعها لكي يلتزم بها طرف دون طرف ،و لم يتم تصميمها و توقيعها لكي يلتزم بها طرف واحد بينما يعربد و يعبث بها الطرف الثاني دون مساءلة. لم يتم تصميم و توقيع اتفاقية نيفاشا لتقدم جنوب السودان هدية للحركة الشعبية وأولياء أمرها. لقد نفذ الجيش السوداني إعادة الانتشار بنسبة 100% بينما نفذت الحركة الشعبية بنسبة 26% ذلك تهديد خطير للاستفتاء. مصادرة حريات دعاة الوحدة فى الجنوب أمر يطعن فى نزاهة الاستفتاء ، حيث اعتقلت حكومة الجنوب دعاة الوحدة ومنعتهم وصادرت ممتلكاتهم . يطعن فى نزاهة الاستفتاء ان حكومة الجنوب رصدت 30 بليون دولار لترحيل الجنوبيين من الشمال للمشاركة فى الاستفتاء. اذا كانت حكومة الجنوب تنادي بالمواطنة المشتركة للجنوبيين فى الشمال ، و بالجنسية المزدوجة للجنوبيين فى الشمال فلماذا تقوم بترحيلهم الى الجنوب للمشاركة فى الاستفتاء، اذا لم تكن ترغب فى ترهيبهم واعتقالهم رهائناً تفرض عليهم إرادتها ؟ الانفصال يعني ان الحركة الشعبية حكمت على الجنوبيين فى الشمال بفقدان المواطنة وفقدان الوظائف فى الشمال ، كما حكمت عليهم و أرغمتهم على المغادرة الى الجنوب. هؤلاء الجنوبييون الذين فى الشمال صوتوا بأقدامهم لصالح الوحدة حين ساروا ألف كيلو متر على الأقدام ليصبحوا فى الشمال ،و لم يختاروا الذهاب لمسافات اقل الى دول الجوار. اذا ألزمت اتفاقية نيفاشا طرفي الاتفاقية بالعمل من اجل الوحدة لماذا يدق السيد سفاكير طبول الانفصال فى أمريكا وأوروبا ؛ ذلك خرق خطير للغاية للاتفاقية ، يمثل إمتداداً لمسلسل اختراقاتها الخطيرة لنتائج الإحصاء السكاني وقرار تحكيم لاهاي بشأن نزاع أبيي.. كل ذلك خروج على الاتفاقية و الدستور الانتقالي وبروتوكول أبيي . ثم تأتي مماطلة الحركة الشعبية فى ترسيم الحدود بين الشمال و الجنوب، فهي تريد استفتاء على أرض غير معلومة ..أرض مجهولة بلا معالم ، ذلك لتنقل الحرب الأهلية الجديدة الى مناطق شمال السودان ، ستزعم بعدئذ أنها جزء من الجنوب. ذلك تفكير سياسي غير راشد ان تعتقد الحركة انها بالتطبيق الانتقائي لاتفاقية نيفاشا ستحصل على ما عجزت ان حصل عليه بالحرب . لقد فشلت الحركة الشعبية فى توفير الحريات السياسية بالجنوب و فشلت فى توفير إدارة أمينة لأكثر من عشرة بلايين دولار استلمتها من حصة النفط ، بلايين لم تتم ترجمتها الى تنمية وخدمات ؛ فالذى قدمته حكومة السودان الاتحادية من تنمية وخدمات فى الجنوب منذ توقيع نيفاشا يزيد على ما قدمته حكومة الجنوب للجنوب . الذى قدمه صندوق دعم الوحدة من تنمية وخدمات فى الجنوب يزيد عما قدمته حكومة الجنوب للجنوب . لقد أضاعت حكومة الجنوب أكثر من عشرة بلايين دولار ،حين ابتلعت البلايين صفقات الأسلحة و الفساد واسع النطاق . لقد فشلت الحركة الشعبية فى توفير الغذاء للجنوبيين ، حين تُسقط الاممالمتحدة الأغذية فى 45 موقعاً ًفى الجنوب ، و فشل الجيش الشعبي فى حماية الجنوبيين وتوفير الأمن لهم من الصدامات القبلية المسلحة. كما فشل فى توفير الأمن للجنوبيين ضد جيش الرب الأوغندي الذى تمدد من المناطق الجنوبية المتاخمة للحدود الأوغندية الى ولاية غرب الاستوائية التى ليست لها حدود مع أوغندا. حيث أصبح سكان (مريدي) فى غرب الاستوائية والتى تبعد 12كلم عن حدود الكونغو، أصبحوا فى رعب يومي من جيش الرب الذى يتواجد علي بعد كيلومترات قليلة من المدينة ، بل دخل جيش الرب مرة سوق مريدي وقتل 21 جنوبياً . الحركة الشعبية التى حشدت كل مقومات الفشل فى العجز عن توفير الحريات و الأمن والغذاء يجب ان تعلم ان الجنوب يفتقد مقومات الدولة ويعاني من حكومة فاشلة. يجب ان تعلم الحركة الشعبية ان جنوب السودان رقعة جغرافية تعيش عليها مئات القبائل دون رابط لغوي او تاريخ مشترك او اى نوع من الوحدة ، حيث ان علاقة تلك القبائل بالشمال اقوي من علاقاتها ببعض ،و لتوفير ذلك الرابط اللغوي بين القبائل الجنوبية أعلن السيد لوكا بيونج فى تصريح عبثي انه سيتم إدخال اللغة السواحيلية لتصبح لغة لجنوب السودان! قال السيد لوكا ذلك التصريح باللغة العربية التى هى الرابط اللغوي بين قبائل الجنوب! مثل ماهى الرابط اللغوي بين الشمال و الجنوب ... تلك القائمة الطويلة من الممارسات العشوائية المناهضة لاتفاقية نيفاشا التى درجت الحركة الشعبية و الجيش الشعبي و حكومة الجنوب منذ توقيع نيفاشا ، لن تجعل الاستفتاء نزيهاً او حراً او مقبولاً .و لن يتم بموجبها تقسيم السودان أرضاً وشعباً . لن يتم انفصال السودان الى دولتين بناء على تلك الممارسات العبثية. نقلا عن صحيفة ألوان 29/9/2010