تحليل سياسي شيئاً فشيئاً بدأت تتضح ملامح الجبهة المعارضة التى يجري افتتاحها فى الخارج ، وفى بعض العواصم الأوربية لتكون معارضة قوية و فاعلة ، بحسب الذين يخططون لإنشائها. و الجبهة المعارضة فى حدود ما توفر من أنباء حتى الآن- و لسخريات القدر فهي أنباء يوفرها منسوبين للجبهة - تضم أحزاب الشعبي و العدل والمساواة ،و قد اتخذت من القيادي الاتحادي المتجول خارج السودان على محمود حسنين واجهة لها! اختيار حسنين – دون إدراكه لهدف اختياره – مقصود منه التمويه على طبيعة تكوين التحالف و انتزاع اعتراف دولي لكون حسنين يمثل حزباً سودانياً وسطياً هو الحزب الاتحادي الأصل بزعامة الميرغني . و بهذا يمكن القول ان على محمود هو فى الواقع (أداة) لحركة العدل و المساواة و حزب المؤتمر الشعبي المعارض، ذلك أن كلنا يعلم بالحالة المزرية التى تعيشها حركة العدل والمساواة الدارفورية المتمردة التى انتهي بها المطاف أخيراً باستضافة طرابلس لزعيمها د. خليل إبراهيم ،و تفرق قواته فى دارفور و فقدانها لكامل لياقتها العسكرية و السياسية . و بالطبع ليس غريباً- على حركة فقدت كل ما تملك بسبب تعنتها و سوء تقديراتها - أن تحاول فعل شئ بأى وسيلة ، ولكن الغريب حقاً هو ان يقدم رجل مثل حسنين ليكون أداة هدم من الخارج لإلحاق أضرار ببلده ! فلو كان لهذا الرجل من قدرات وحنكة سياسية فقد كان أولي بها حزبه لأن الحزب الاتحادي ظل كسيحاً منذ سنوات و تشرذم ما شاءت له الظروف أن يتشرذم ،و وصل به الحال الى درجة عجزه عن إحراز ولو نسبة صفر% فى الانتخابات العامة التى جرت فى ابريل 2010 ، ويدَّعي الحزب على لسان قياداته و فى مقدمتهم حسنين نفسه ان الحزب هو الحركة الوطنية و أنه رائد الوسطية السودانية ، وأنه سوف يحرز أعلي نسبة فى الانتخابات. ولكن سرعان ما ظهرت الحقيقة المريرة حين جاءت نتيجة الانتخابات لتقهقه فى وجه قادة الحزب ساخرة من أحلامهم القديمة التى مضت عليها سنوات التاريخ. رجل يملك كل هذه المشاكل والأزمات و يلاحقه الفشل أينما حل و رحل يضع نفسه فى يد آخرين ليكون واجهة لهم يبلغون بها هدفهم المستحيل ،و لعل الأمر الأكثر مدعاة للأسف و السخرية و ضحك بسببه المراقبون طويلاً ان حسنين عرض على مؤسسي التحالف المعارض تسويق التحالف فى الغرب والتزم بضمان التمويل ! و حين سُئل عن كيفية تمويل التحالف قال أنه - أى حسنين- زميل لحسين أوباما والد الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما ، و بإمكانه ان يسافر الى واشنطن – مستنداً على هذه الخلفية و الزمالة السابقة لوالد الرئيس أوباما – ليحصل على التمويل و الدعم المطلوب للجبهة المعارضة! تري ، أى سياسي هذا الذي يراهن على تمويل من واشنطن – و بأي طريق؟ عن طريق معرفة سابقة بوالد الرئيس الأمريكي التى يعتقد ان الرئيس الأمريكي سوف يضع لها ألف حساب ، ومن ثم يشرع فى إغداق المال عليه ! لقد كان هذا التصور السطحي الساذج هو فى حد ذاته بمثابة إهالة التراب على الجبهة المعارضة ،فهي تبحث عن تمويل خارجي ،و سبب التمويل زمالة قديمة !