تنطلق الأحد القادم فى جميع أنحاء البلاد الحملة الدعائية للاستفتاء الذى سيجري فى التاسع من يناير القادم لتحديد مصير الجنوب- أما انفصال او الوحدة – و تسلمت مفوضية الاستفتاء أمس الأول أوراق تسجيل مواطني الجنوب الذين بدأت أعداد كبيرة منهم مغادرة الشمال لتسجيل أسمائهم فى الخامس عشر من نوفمبر الجاري ،و شكت المفوضية من ان العملية تشوبها الكثير من الصعوبات خاصة التمويل الذي يبلغ ثلثمائة و سبعين مليون دولار ، على ان يقدم المانحون نسبة ستين فى المائة منها ، فيما تدفع حكومتا الوحدة الوطنية والجنوب نسبة الأربعين بالمائة مناصفة بينما .. تعهدت حكومة الجنوب ببذل مزيد من الجهد لتذليل الصعاب ، و أبدي باقان أموم وزير السلام بحكومة الجنوب استعداد حكومة الاقليم لسد اى عجز مالي فى ميزانية مفوضية الاستفتاء لضمان تنفيذه فى موعده ، واتهم حكومة الوحدة الوطنية بعرقلة عمل المفوضية بتأخير دفع نسبتها فى التمويل ، مؤكداً تعهد حكومته بدفع حصتها فى تمويل المفوضية. وأكد وزير الداخلية بحكومة الجنوب قير شونق استعدادهم لتأمين العملية عبر الانتشار الشرطي و الأجهزة الأمنية فى كافة أنحاء جنوب السودان، و أوضح شوانق ان وزارته ستنشر ستين ألف شرطي من كافة الوحدات الشرطية بما فى ذلك شرطة السجون و الدفاع المدني و الحياة البرية. ومن جانبه قال روبن قرنق يول رئيس اللجنة العليا للأستفتاء بولاية جونقلي ان الفيضانات التى اجتاحت الولاية مؤخراً من التحديات الأساسية التى ستواجه التسجيل . و فى حديثه لمرايا فى مدينة بور ، قال قرنق ان نقل مواد الاستفتاء الى مقاطعات ولاية جونقلي الاحدي عشر لن يتأثر لأن بعثة الاممالمتحدة ستقوم بنقلها بالطائرات العمودية ، و أضاف ان أطناناً من المعدات و مواد أخري وصلت بالفعل لعاصمة الولاية. وأضح روبن (فى الحقيقة هذا موسم الأمطار والفيضانات تعم الولاية وهذا يمثل مشكلة كبيرة لأنه لن تتمكن السيارات من التحرك خلال فترة التسجيل ،ولا نعرف ماذا سيحدث فلربما سيستمر الفيضان و هذا يعد عائقاً لعملنا ، المشكلة الاخري هى ان الميزانية قاربت على الانتهاء ولا ندري كيف نعالج هذا الأمر . و لكن فيما يختص بالترحيل يمكننا القيام بالتعاون مع مكتب الاممالمتحدة للأنتخابات والاستفتاء. وقال وزير المالية بحكومة الجنوب ديفيد أتوربي بأن الجنوب سيمر فى حال الانفصال إما بسبب عدم الاستقرار الأمني او عدم الاتفاق على آلية واضحة لكيفية اقتسام البترول فى المرحلة المقبلة. و أشار الى ان الاحتياطي النقدي فى الجنوب قد لا يكفي لمقابلة احتياجات فترة ما بعد الاستفتاء ،لا سيما فى حال انفصال الجنوب، لكنه أكد بأن الحكومة وضعت التحوطات اللازمة لتفادي حدوث ذلك العجز. و من ناحية اخري أكد اتوربي بأن حكومة الجنوب شكلت فريق عمل لمواجهة التحديات التى تواجهها فى تجميع الموارد غير البترولية ، و فى ذات الصعيد قال غابريال شاسونق ، وزير الثقافة فى حكومة الجنوب و عضو لجنة الترتيبات للاقتسام العائدات النفطية لفترة ما بعد الاستفتاء ان حكومتي الجنوب و الوحدة الوطني لم يتوصلا الى أى تسوية لاقتسام البترول رغم استمرار التفاوض بينهما مؤخراً فى الخرطوم، وعزا الوزير عدم الاتفاق الى ان ممثلي المؤتمر الوطني فى الاجتماعات اللجنة من التكنوقراط و ليس لديهم الصلاحيات الكافية للتوصل لاتفاقات . وابدي وزير الطاقة والتعدين فى حكومة الجنوب قرنق أكونق عدم ممانعته فى ان يستمر الجنوب فى تكرير البترول و تصديره عبر شمال السودان لفترة مؤقتة لم يحددها ، لكنه أكد ان تصدير البترول عبر الشمال سيستمر حتى يتمكن الجنوب من تأهيل إمكانيات التكرير والنقل الخاصة به.وكان اجتماع لجنة البترول لفترة ما بعد الاستفتاء عقد مؤخراً فى الخرطوم و ناقش قضايا التسويق و الملكية و الشفافية والنقل والتعاون المؤسسي بين الشمال و الجنوب . الى ذلك قالت الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان ان نتائج تعداد السكان الاخير بالولاية و التى تم الإعلان عنها مؤخراً أثبتت صحة موقفها الرافض لنتائج عملية التعداد التى جرت بالولاية فى العام 2008 ،وقال أرنولد مودي سكرتير الحركة الشعبية بالولاية إن النتائج الأخيرة أجيزت من قبل مؤسسة الرئاسة و التى تشكل الحركة جز ء منها . و دعا أرنولد لضرورة البدء الفوري فى الترتيب لإجراء الانتخابات و المشورة الشعبية بالولاية . نقلا عن آخر لحظة 1/11/2010