قال الدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني ضمن تصريحات نقلتها عنه قناة الجزيرة - الأربعاء الماضي- إنه يتهم أفراداً فى لجنة استفتاء ولاية الخرطوم يقفون خلف تحريض بعض مواطني الجنوب على عدم الإقبال على تسجيل أسمائهم فى السجل الانتخابي الخاص باستفتاء جنوب السودان، و أضاف د. نافع الذى تفقد عدداً من مراكز التسجيل ببعض ضواحي ومناطق العاصمة الخرطوم أنهم فى الحزب الوطني الحاكم بصدد إجراء تحقيق دقيق فى هذا الشأن توطئة للحد من هذه الأساليب الفاسدة الرامية الى إفشال عملية التسجيل فى مدن الشمال. حديث الدكتور نافع جاء فى أعقاب ملاحظات ظلت ماثلة بشأن بطء عمليات التسجيل فى مراكز التسجيل التى جري إعدادها فى العديد من مناطق و مدن السودان ، و سجلت بعض المراكز غياباً شبه تام للمواطنين الجنوبيين المعنيين بالتسجيل ،و فى بعض المراكز تعثرت مهمة موظفي التسجيل بسبب افتقار بعض الذين أتوا للتسجيل للوثائق الرسمية المطلوبة فى ظل عدم تعرف اللجان المناط بها التعرف على المواطنين الجنوبيين و الموجودة داخل كل مركز عليهم . و من المعروف ان التسجيل الذى يعتبر أول و أهمَّ مرحلة من مراحل عملية الاستفتاء قد انطلق فى الخامس عشر من شهر نوفمبر الجاري بكافة مدن السودان و الجنوب و المراكز الخارجية فى بعض دول الجوار و الدول الأجنبية الاخري . و تشير مصادر مطلعة فى الخرطوم تحدثت ل(سودان سفاري) – الخميس الماضي – الى أنّ السلطات السودانية بالفعل توفر لها ما يشير الى وجود أشخاص و جهات معينة تقف وراء عرقلة عمليات التسجيل لناخبي الشمال . و تضيف المصادر ان الخطة تم إعدادها سلفاً منذ ان ظهر إعلان (عُد الى وطنك) الذى أطلقته حكومة الجنوب ، فالحركة الشعبية بنت إستراتيجيتها فى هذا الصدد على أساس ان يجري التسجيل فى الجنوب ، ويدلي الناخبين الجنوبيين بأصواتهم ايضاً فى الجنوب . و فى سؤال ل(سودان سفاري) عن السبب وراء إصرار الحركة الشعبية على ضرورة ان يسجل الناخبين الجنوبيين فى الجنوب و يدلوا بأصواتهم ايضاً هناك، أجابت المصادر ان الأمر غير معروف على وجه قاطع ،و لكن من المؤكد ان للأمر صلة بتوجهات الحركة الشعبية الانفصالية، فهي باتت تعيش هاجساً و مخاوفاً من أن يصوت المواطنين الجنوبيين فى الشمال لصالح الوحدة ،و من ثم يرجحون كفة الوحدة التى لم تعد تلقي تجاوباً من الحركة الشعبية ؛ كما لا يستبعد ان يكون هذا الحرص مرده الى أن الحركة الشعبية أعدت وسائل ترغيب و ترهيب لتمارسها تجاه هؤلاء الناخبين لضمان تصويتهم لصالح الانفصال . و على كل و أيما كانت أهداف و مرامي الحركة ، فان من المفروغ منه ان أسلوب العرقلة هذا إن هو إلاّ أسلوب فاسد ، وفى الوقت نفسه غير مجدي !