حالة أشبه ماتكون بحال دفاع فريق المريخ في ليلة ختام الممتاز التي نال كأسها الفريق الممتاز.. هي تلك حالة خطوات التسجيل للاستفتاء التي تشهدها المراكز سواء بالشمال أو الجنوب فالارتباك والرتابة هما سيدتا الموقف!! فضلاً عن تضارب الأقوال بشأن الإقبال على التسجيل من عدمه حيث ظلت الأنباء متأرجحة بين الحالتين حتى الآن بعد مرور ستة أيام على بدء عمليات التسجيل. مايلفت الانتباه هو دخول الشريكين كالعادة إلى حلبة تبادل الاتهامات بشأن المسألة ولكن هل تسير خطوات التسجيل بشكل مطمئن؟ وهل ستصل أعداد المسجلين للأرقام المتوقعة من قبل المفوضية؟ وماهو الموقف حتى الآن سواء في الشمال أو الجنوب؟ هناك تناقض بائن بشأن تقييم العملية برمتها حتى الآن ففي الوقت الذي تشهد فيه مراكز الخرطوم إقبالاً ضعيفاً في مراكز الحاج يوسف «أكثر المناطق بها كثافة عالية من المواطنين الجنوبيين» وأمبدة ذهبت الحركة الى اتهام الوطني بإجباره الجنوبيين في الشمال على التسجيل وقالت على لسان القيادي بصفوفها أتيم قرنق لصحف الخرطوم امس إن الجنوبيين حزموا حقائبهم للذهاب للجنوب بمعنى أنهم لن يكونوا موجودين بالخرطوم بنهاية العام.. ومن جانب آخر ثمَّن المؤتمر الوطني خطوات التسجيل في الشمال طبعاً بل إن قياداته من الصف الأول.. نائب الرئيس لشؤون الحزب د. نافع علي نافع وأمين العاملين والفئات المهندس صلاح عبد الله قوش تفقدا عددًا من المراكز بالخرطوم وأبديا ارتياحهما للتسجيل بيد أن مركزًا بطيبة الأحامدة بمحلية بحري شهد أمس الأول هجومًا من مجموعة مسلحة تتبع للحركة بحسب مصادر على ناشطة سياسية جنوبية تنتمي للوطني تدعى إنجلينا.. في حين تشهد بعض مراكز الجنوب خروجًا عن المألوف ففي مركز بمنطقة موربو بالإستوائية الوسطى تم أمس الأول اعتقال اثنين من الشباب المنتمين للمؤتمر الوطني، وفي غرب الإستوائية مدن «مريدي، يامبيو، طمبرة، مندري وانزارا» وهي مناطق نفوذ قبيلة الزاندي شهدت ال«87» مركزًا إقبالاً ضعيفاً من المواطنين في حالة أقرب للمقاطعة كما أنه تم في تمام العاشرة والنصف من صباح أمس الأول اعتقال القيادي الشاب بالوطني زهير حامد «مشرف أعالي النيل الكبرى باللجنة الفنية المشرفة على الاستفتاء بالحزب» بمطار جوبا، وهذا يعني أن الحركة بدأت في ممارسة نوع من الإرهاب على المواطنين. وتؤكد مصادر أن عناصر من الجيش الشعبي حشرت أنفها في إجراءات التسجيل ببعض المراكز وقامت بمضايقة مواطنين لحظات التسجيل. إجمالاً من التفاصيل أعلاه فإن الوضع في الجنوب تحديداً لا يبشر بخير خاصة وأن الاسبوع المنصرم شهد فرار آلاف الجنوبيين لكينيا تخوفًا من اندلاع عنف متزامن مع قيام الاستفتاء، وكانت بعثة الأممالمتحدة بالعاصمة الكينية نيروبي قد كشفت عن عبور خمسة آلاف لاجئ الحدود باتجاه معسكر للاجئين شمالي كينيا معربة عن قلقها من استمرار هذة الموجة!! والتي تنسف أكبر برنامج للأمم المتحدة والمتمثل في عودة اللاجئين. وكل ما يجري ومايزيد من تعقيدات الصعوبات التي تواجه عمل مفوضية الاستفتاء نفسها ومنها تأخر التسجيل الى اليوم الثاني نسبة لخطأ في توصيل مواد التسجيل إضافة الى نقص في أجهزة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية ورفض تسجيل مواطنين جنوبيين يحملون أسماء عربية وصعوبة وصول مواطنين لبعض مراكز التسجيل بالجنوب منها نتاج تهديدات مباشرة وغير مباشرة مثلما حدث في كمين نصبة رجال مسلحون أمس الأول بولاية الوحدة على مجموعة كانت تحمل مرتبات معلمي الولاية أودى الهجوم بحياة سبعة معلمين وجرح آخرين، وخلقت تلك الحادثة حالة من الرعب أدت لعزوف كثير من مواطني الولاية عن الذهاب لمراكز التسجيل، ويتزامن مع تلك الأحداث تظاهرة في جوبا أمس داعية للانفصال وتأسيس هيئة لدعمه أسوة بهيئة دعم الوحدة. نقلاً عن صحيفة الانتباهة 22/11/2010م