من حقنا، بل واجب علينا انتقاد الحكومة، وتحميلها الجزء الأكبر من مسؤولية ما يحدث أو ما سيحدث للسودان بما في ذلك الانفصال لو وقع أو الحرب لو اشتعلت أو... اعتقد إن الحكومة لن تتنصل عن تحمل المسؤولية وذلك لسب بسيط وهو إن من يتبني الانجازات ويفخر بها علية إن يتحمل مسؤولية الإخفاقات ! ولكن هذا التركيز علي الحكومة سلبا أو إيجابا لا يعني إن ننسي الشق الأخر من عملية الحكم وهو المعارضة وهنا بالتحديد (الأحزاب الوطنية ألكبري والتاريخية )وهي حزب الأمة –الاتحادي الديموقراطي –الحزب الشيوعي –وأخيرا (المؤتمر الشعبي ) أولا :ضعف الأمة والاتحادي هو السبب الأساسي لملجئ الإنقاذ .لقد عجزا عن الحكم !عجزا عن الاتفاق !ثم قررا القدر بالجبهة الإسلامية القومية في الانتخابات المقبلة وذلك بإلغاء دوائر الخريجين وخطط أخري لإعادة رسم الخرطه الانتخابية !ثانيا :بعد قيام الإنقاذ قررا وضع أيديهما مع (الحركة الشعبية )التي قاتلت الديمو قراطية الثالثة .ومن غرائب الدنيا وعجائبها إن تسوق الأحزاب الديموقراطية للحركة التي قاتلت الديمو قراطية وأهلكت الجنود في ظل حكومة منتخبة ...لقد سوقت لها باعتبارها حركة تحرر وطني مائة بالمئة ! ثم شكلت الأحزاب المرحوم التجمع الوطني الديموقراطي ووقف أبو عيسي ليعلن علي الملاْ إن البلاد لم تشهد قائدا مثل الدكتور قرنق منذ زمان علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ والأزهري لماذا إذا كانت تقاتله الأحزاب ويقاتلها في الديموقراطية (ست الاسم )؟ ثالثا :تعرضت هذه الأحزاب كلها لعمليات خداع مستمر من الحركة الشعبية فقد باعتهم في عدة محطات أولها اتفاقية نيفاشا حيث اقتسمت الحكم مع (الإسلاميين )وتركتهم في المنافي والمستشفيات .وأخرها نظرية (تشتيت الأصوات )في معركة الرئاسة ! لم تكن ألازمة في غباء النظرية فقد كانت نظرية محكمة وفعالة ولكنها كانت في غباء من يصدقها ومن يصدق إن الحركة الشعبية ستبيع المؤتمر الوطني من اجل الأمة والاتحادي الشعبي والشيوعي ...الديموقراطية الرابعة لم تكشف فقط استئثار المؤتمر الوطني بالسلطة وهذا عيب غير قابل للتبرير ولكنها كشفت إلي أي حد يمكن إن تنخدع هذه الأحزاب ! حتى الترابي نفسه قال المقربون منه (لقد تعامل مع الانتخابات بصدق أكثر من اللازم )وهن نتساءل :الترابي الذي لم يصدق الحكومة عشر سنوات ،يصدقها في أسوا ْتوقيت ؟!كيف ولماذا ؟!حتى المواطن العادي يستهزئ بالانتخابات ويقول :هذه وعود انتخابية زائفة ! رابعا:الأحزاب ...الأمة ،الاتحادي ،الشيوعي ،الشعبي ...كلها لم تقدم علي أي خطوة ضد الحركة الشعبية أو خطوة معها في سياق المناصحة لله وللحق وللشعب السوداني !خامسا:الحزب الشيوعي السوداني بالذات ظل عبئا علي الساحة السياسية فقد ظل تمسكه اللا منطقي بالماركسية والشيوعية سببا من أسباب زيادة التطرف والتشدد ! باختصار هذه الأحزاب تتحمل وزرا تاريخيا كبيرا ولا يمكنها الفكاك منه نقلا عن صحيفة السوداني بتاريخ :24/11/2010م